النجاح في المدرسة ليس هدفا في حد ذاته· أكيد، أن أي تعلم يهيء للمسار الدراسي المقبل·
لكن في آخر الأمر، ومبدئيا، المتعلم عليه أن يكون قادرا على تعبئة واستخدام مكتسباته المدرسية خارج المدرسة، وفي وضعيات / مواقف متنوعة ومعقدة، وغير مرئية/منتظرة·
الاهتمام بإعادة استثمار المكتسبات المدرسية يلبي الحاجة إلى نجاعة وفعالية التعليم، وإلى تلاؤم أكثر بين التعلمات المدرسية ووضعيات / مواقف الحياة، سواء في العمل أو خارج العمل.
اليوم، هذا الاهتمام يعبر عن نفسه فيما نسميه: إشكالية تحويل المعارف وأبناء الكفايات، هذان التعبيران لايعوض أحدهما الآخر، ولكن يشير كل واحد منهما الى وجه واحد من الإشكالية:
1- لكي تكون المعارف المدرسية نافعة يجب أن تكون قابلة للتحويل·
2- لكن هذا التحويل لايتطلب، فقط، التحكم في المعارف، بل يجب أن يمر عبر دمج هذه المعارف عبر كفايات التفكير، واتخاذ القرار، والفعل، حسب الوضعيات المعقدة التي يجد الفرد نفسه فيها·
كل هذا، يتهيأ لنا بأنه يتحقق تلقائيا، لكن عملية التمدرس هي عبارة عن مسيرة طويلة، وتشغل مرحلة مهمة من تاريخ حياة الفرد، حيث تدوم من 2 و 4 سنوات الى 16 أو 25 سنة، حسب هذه الدراسة·
عندما تكون مسألة "الدخول في الحياة العملية" بعيدة جدا، يكون من الصعب التعرف على الهدف النهائي، وخاصة خلال مرحلة التمدرس الاجباري، الذي مهمته هي اعطاء ثقافة عامة بغض النظر عن أي مستقبل مهني محدد، وحينما نعود باستمرار، وبتعابير تتغير من عصر إلى آخر، الى مشكلة تحويل المعارف وبناء الكفايات، فلأن هذه المشكلة لم تحل دائما بكيفية عملية·
المدرسة تطور، قطعا، كفاية معينة: تهيء أحسن تلاميذتها لتعبئة المعارف خلال وضعية التمارين المدرسية أو خلال الامتحان، بمعنى، خلال نوع محدد من السياقات.
وهذا يمكنه أن يقنع أغلب الفاعلين: المدرسون ينجزون مقرراتهم، والتلاميذ يأخذون الحق في متابعة دراستهم، والتساؤل حول ما يتبقى (من المكتسبات المدرسية) لاحقا خارج الحياة المدرسية، ليس بالضرورة سؤالا مهما وحاسما في حياة المدرسين والمتعلمين.
وبتعبير آخر، إنه سؤال مزعج ومعيق، المدرسة لم تحاول قط أن تواجه هذا التساؤل والوعي بحدود تحويل المعارف المدرسية، والاعتراف بأن التلاميذ الذين ينجحون في القسم ليسوا بالضرورة، قادرين على تعبئة نفس المعارف في وضعيات أخرى.
التسميات
كفايات