عِبَـرٌ وَعِظَاتٌ.. خلقت النار لإذابة القلوب القاسية

1- مَـا ضُرِبَ عَبدٌ بِعُقُوبَةٍ أَعْظمَ مِنْ قَسْوَةِ القَلْبِ وَالبُعدِ عَنِ اللّٰـهِ(1).
2- خُلِقَتِ النَّارُ لإِذَابَةِ القُلُوبِ القَاسِيَةِ(1).
3- مَتَى أُقْحِطَتِ العَيـنُ مِنَ البُكَاءِ مِنْ خَشْيَةِ اللّٰـهِ؛ فَاعْلَـمْ أَنَّ قَحْطَهَا مِنْ قَسْوَةِ القَلْبِ، وَأَبْعَدُ القُلُوبِ مِنَ اللّٰـهِ القَلْبُ القَاسِـي(1).
4- قَسْوَةُ القَلْبِ مِنْ أَرْبَعَةِ أَشْيَاءَ إِذا جَاوَزَت قَدْرَ الـحَاجَةِ: الأَكلُ وَالنَّومُ وَالكَلامُ وَالـمخَالَطَةُ(1).
5- لَيْسَ الاعتِبَارُ بِأَعْمَـالِ البِـرِّ بِالـجَوَارِحِ، إِنَّمَـا الاعتِبَارُ بِبِـرِّ القُلُوبِ وَتَقْوَاهَا، وَتَطْهِيـرِهَا عَنِ الآثَامِ. سَفَرُ الدُّنيَا يُقْطَعُ بِسَيْـرِ الأَبْدَانِ، وَسَفَرُ الآخِرَةِ يُقْطَعُ بِسَيْـرِ القُلُوبِ(1).
6- لَيْسَ كُلُّ مَنْ تَـحَلَّى بِالـمَعْرِفَةِ وَالـحِكْمَةِ وَانْتَحَلَهَا كَانَ مِنْ أَهْلِهَا، بَل أَهْلُ الـمَعْرِفَةِ وَالـحِكْمَةِ: الَّذِيـنَ أحْيَوْا قُلُوبَـهُم
بِقَتْلِ الـهَوَى، وَأَمَّـا مَنْ قَتَلَ قَلْبَهُ فَأَحْيَى الـهَوَى؛ فَالـمَعْرِفَةُ وَالـحِكْمَةُ عَارِيَةٌ عَلَـى لِسَانِهِ(1).
7- خَرَابُ القَلبِ؛ مِنَ الأَمْنِ وَالغَفْلَةِ، وَعِمَـارَتُهُ؛ مِنَ الـخَشيَةِ والذِّكْرِ(1).
8- القَلبُ يَمرَضُ كَمَـا يَمْرَضُ البَدَنُ، وَشِفَاؤُهُ فِـي التَّوبَةِ وَالـحِمْيَةِ، وَيَصْدَأُ كَمَـا تَصْدَأُ الـمِرْآةُ، وَجَلَاؤُهُ بِالذِّكْرِ، وَيَعْرَى كَمَـا يَعْرَى الـجِسْمُ، وَزِيـنَتُهُ التَّقْوَى، وَيَـجُوعُ وَيَظْمَأُ كَمَـا يَـجُوعُ البَدَنُ، وَطَعَامُهُ وَشَـرَابُهُ الـمَعرِفَةُ وَالـمَحَبَّةُ، والتَّوَكُّلُ وَالإِنَابَةُ وَالـخِدمَةُ(1).
9- إِضَاعَةُ القَلْبِ مِنْ إِيثَارِ الدُّنيَا عَلَـى الآخِرةِ. وَإِضَاعَةُ الوَقْتِ مِنْ طُولِ الأَمَلِ. فَاجْتَمَعَ الفَسَادُ كُلُّهُ فِـي اتِّبَاعِ الـهَوَى وَطُولِ الأَمَلِ، وَالصَّلَاحُ كُلُّهُ فِـي اتِّباعِ الـهُدَى وَالاسْتِعْدَادِ لِلِّقَاءِ(1).
10- العَجَبُ مِـمَّنْ تَعْرِضُ لَـهُ حَاجَةٌ فَيَصْـرِفُ رَغبَتَهُ وَهِـمَّتَهُ فِيهَا إِلَـى اللّٰـهِ لِيَقْضِيَهَا لَـهُ، وَلَا يَتَصَدَّى لِلسُّؤَالِ لِـحَيَاةِ قَلْبِهِ مِنْ مَوْتِ الـجَهْلِ وَالإِعْرَاضِ وَشِفَائِهِ مِنْ دَاءِ الشُّبُهَاتِ وَالشَّهَوَاتِ، وَلَكِنْ إِذَا مَـاتَ القَلْبُ لَـمْ يَشْعُر بِمَعْصِيَتِـهِ(1).
11- إذا حَمَّلْتَ عَلَـى القَلْبِ هُـمُومَ الدُّنيَا وَأَثْقَالَـهَا وَتَـهَاوَنْتَ بِأَوْرَادِهِ الَّتِي هيَ قُوَّتُهُ وَحَيَاتُهُ، كُنْتَ كَالـمُسَافِرِ الَّذِي يُـحَمِّلُ دابَّتَهُ فَوقَ طَاقتِـهَا وَلا يُوَفِّيهَا عَلَفَهَا، فَمَـا أَسْـرَعَ مَـا تَقِفُ بِـهِ! (1).
12- القَلْبُ فِـي سيـرِهِ إِلَـى اللّٰـهِ عَزَّ وَجَلَّ بِمَنزِلَةِ الطَائِرِ، فَالـمَحَبَّةُ رَأسُهُ وَالـخَوفُ وَالرَّجَاءُ جَنَاحَاهُ، فَمَتَى سَلِـمَ الرَّأْسُ وَالـجَنَاحَانِ فَالطَّائرُ جيِّدُ الطَّيَـرَانِ، وَمَتى قُطِعَ الرَّأْسُ مَـاتَ الطَّائِرُ، وَمَتَى فُقِدَ الـجَنَاحَانِ فَهُوَ عُرضَةٌ لِكُلِّ صَائِدٍ كَاسِـرٍ(1).
13- مَـا حُفِظَتْ حُدُودُ اللّٰـهِ وَمَـحَارِمُهُ، وَوَصَلَ الوَاصِلُونَ إِلَيْهِ، بِمِثْلِ خَوْفِهِ وَرَجَائِهِ وَمَـحَبَّتِهِ، فَمَتَى خَلَا القَلْبُ عَنْ هَذِهِ الثَّلَاثَةِ، فَسَدَ فَسَادًا لَا يُرْجَى صَلَاحُهُ أَبَدًا، وَمَتَى ضَعُفَ فِيهِ شَـيءٌ مِنْ هَذِهِ، ضَعُفَ إِيمَـانُهُ بِحَسَبِهِ(1).
14- طَهَارَةُ القَلْبِ بِالتَّوبَةِ، وَطَهَارَةُ البَدَنِ بِالـمَـاءِ(1).
15- الرَّجُلُ هُوَ الَّذِي يَـخَافُ مَوْتَ قَلْبِهِ، لَا مَوْتَ بَدَنِهِ، إِذْ أَكْثَرُ الـخَلْقِ يَـخَافُونَ مَوْتَ أَبْدَانِـهِم، وَلَا يُبَالُونَ بِمَوْتِ قُلُوبِـهِم(1).
16- القَلْبُ الوَاسِعُ يَسِيـرُ بِالـخَلقِ إِلَـى اللّٰـهِ مَـا أَمْكَنَهُ، فَلَا يَـهْربُ مِنْهُم وَلَا يَلْـحَقُ بِالقِفَارِ(1) وَالـجِبَالِ وَالـخَلَوَاتِ، بَلْ لَوْ نَزَلَ بِهِ مَنْ نَزَلَ سَارَ بِهِ إِلَـى اللّٰـهِ، فَإِنْ لَـمْ يَسِـر مَعَهُ سَارَ هُوَ وَتَرَكَهُ(1).
17- الـمَحَبَّةُ شَجَرَةٌ فِـي القَلْبِ عُرُوقُهَا الذُّلُّ لِلـمَحْبُوبِ، وَسَاقُهَا مَعْرِفَتُهُ، وَأَغْصَانُـهَا خَشْيَتُهُ، وَوَرَقُهَا الـحَيَاءُ مِنْهُ، وَثَمَرَتُـهَا طَاعَتُهُ، وَمَـادَّتُـهَا الَّتِي تَسْقِيهَا ذِكْرُهُ، فَمَتَى خَلَا الـحُبُّ عَنْ شَـيءٍ مِنْ ذَلِكَ كَانَ نَاقِصًا(1).
18- إِذَا كَانَتِ القُلُوبُ مَـجْبُولَةً عَلَـى حُبِّ مَنْ أَحْسَنَ إليها، وَكُلُّ إحْسَانٍ وَصَلَ إِلَـى العَبْدِ فَمِنَ اللّٰـهِ عَزَّ وَجَلَّ كَمَـا قَالَ اللّٰـهُ تَعَالَـى: ﴿ومـا بكم من نعمةٍ فمن الله﴾ [النحل: 53]، فَلَا أَلْأَمَ مِـمَّنْ شَغَلَ قَلْبَهُ بِحُبِّ غَيْـرِهِ دُونَهُ(1).
19- مَتَى خَلَتِ الغَيـرَةُ مِنَ القَلْبِ خَلَا مِنَ الدِّيـنِ، وَالغَيْـرَةُ تُصَفِّي القَلْبَ وَتُـخْرِجُ خَبَثَهُ كَمَـا يُـخْرِجُ الكِيـرُ خَبَثَ الـحَدِيدِ(1).
20- اللّٰـهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَـى يَغَارُ عَلَـى قَلْبِ عَبْدِهِ أَنْ يَكُونَ مُعَطَّلًا مِنْ حُبِّهِ وَخَوْفِهِ وَرَجَائِهِ، وَأَنْ يَكُونَ فِيهِ غَيْـرُهُ. ويَغَارُ عَلَـى لِسَانِهِ أَنْ يَتَعَطَّلَ مِنْ ذِكْرِهِ وَيَشْتَغِلَ بِذِكرِ غَيْـرِهِ. وَيَغَارُ عَلَـى جَوَارِحِهِ أَنْ تَتَعَطَّلَ مِنْ طَاعَتِهِ وَتَشْتَغِلَ بِمَعْصِيَتِهِ. فَيقبُحُ بِالعَبْدِ أَنْ يَغَارَ مَوْلَاهُ الـحَقُّ عَلَـى قَلْبِهِ وَلِسَانِهِ وَجَوَارِحِهِ وَهُوَ لَا يَغَارُ عَلَيْهَا(1).
21- شَتَّانَ بَيْـنَ أَقْوَامٍ مَوْتَى تَـحْيَى القُلُوبُ بِذِكْرِهِم، وَبَيـنَ أَقْوَامٍ أَحْيَاءٍ تَـمُوتُ القُلُوبُ بِمُخَالَطَتِـهِم(1).
دَوَاءُ قَلْبِكَ خَـمْسٌ عِنْدَ قَسْوَتِـهِ  فَدُمْ عَلَيهَا تَفُزْ بِالـخَيْـرِ وَالظَّفَرِ
خَلَاءُ بَطْنٍ وَقُرْآنٌ تَدَبَّرُهُ  كَذَا تَضَـرُّعُ بَاكٍ سَاعَةَ السَّحَرِ
كَذَا قِيَامُكَ جُنْحَ اللَّيلِ أَوْسَطَهُ  وَأَن تُـجَالِـسَ أَهْلَ الـخَيْـرِ وَالـخَبَـرِ
(1) فوائد الفوائد (ص262). (1) فوائد الفوائد (ص262). (1) بدائع الفوائد (3/1200). (1) فوائد الفوائد (ص262). (1) لطائف الـمعارف(ص443). (1) فوائد الفوائد (ص263). (1) فوائد الفوائد (ص263). (1) فوائد الفوائد (ص263-264). (1) فوائد الفوائد (ص385). (1) فوائد الفوائد (ص385). (1) فوائد الفوائد (ص442). (1) مدارج السالكيـن (1/517). (1) بدائع الفوائ(3/852-853). (1) موارد الأمـان (ص116). (1) تهذيب الـمدارج (ص946). (1) القفار: الصحاري. (1) روضة الـمحبيـن (ص298). (1) روضة الـمحبيـن (ص411). (1) روضة الـمحبيـن (ص419). (1) روضة الـمحبيـن (ص302). (1) روضة الـمحبيـن (ص310). (1) الرسالة التبوكية (ص86)

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال