امتلاك اللغة وإتقان اللعب بالكلمات .. إتقان لعبة التوقعات والتأثير على آراء المتلقين

لانكاد نجد فارقا كبيرا بين اولئك الذين يحللون ويناقشون قضايا السياسة والاحداث السياسية واولئك الذين يتدارسون فيما بينهم مباريات كرة القدم.
وكل هؤلاء فيما اظن هم من صناعة وسائل الاعلام الحديثة وخصوصا القنوات الفضائية التى تحتاج الى من يمسك باطراف المشاهد بأي وسيلة كانت ،منها التحليل والنقاش وابداء الرأى من الذين يوصفون دائماً بأنهم خبراء.
يحتاج الجمهور الى من يفكر قولا وبالنيابة عنه يحتاج الى الاستكانة والراحة، ليسمع من غيره التعقيب على اي حدث كان مباراة في كرة قدم.
والحقيقة ان هؤلاء المحللين ليس لديهم مايقدمون حتى ولو كانوا لاعبين مهرة في دنيا الرياضة او السياسة لكنها لعبة والقنوات المرئية التجارية.
اذا عدنا الى حرب امريكا على العراق سوف نجد كلاما كثيرا صادرا عمن يدعون التعليق الاستراتيجي وسوف نجد ان كلامهم قد ذهب سدى لان الوقائع الحقيقية تسير في اتجاه معاكس .
في اكثر من حدث سياسي او ثقافي سوف نجد تحليلا يعتمد على التخييل وكذا الامر في كرة القدم ان المحلل يقدم لك سندا متخيلا بعد ان وقع الحدث وهو في جميع الاحوال مجرد شخص فهلوي يجيد صناعة الحديث وتركيب الكلمات لتبقى مناسبة لكل مقام ولكل ماهو عام .
يستوي في ذلك عالم السياسة مع عالم الرياضة ، هناك نسبة من التوقعات وهو توقع يمكن حسابه بعدة اتجاهات غير ان المحلل في كثير من الاحيان يجانبه الصواب فيما يذهب اليه من تحليل، ورغم ذلك يصر على الاستمرار والاغرب ان الجمهور يصر على الاستمرار في الاستماع اليه ان الحاجة متبادلة والرفع مستمر.
ألم نقل بأن الجمهور يميل الى معرفة ماذا سيحدث في الدقائق القادمة ? وهو في ذلك يبدو كسولا لان هناك من يستعرض الاشياء بديلا عنه.
ان لعبة التحليل تعد شطارة لها اصحابها وقد فرضت نفسها فالمشاهد يحب دائماً ان يستمع الى من يحكي له ويدردش معه ولو من طرف واحد لقد فقد المشاهد الطرف الآخر عندما رهن نفسه لهذا الاخطبوط الذي اسمه التلفزيون وصار معزولا وشخصا مفردا ولامانع ان يستمع الى اي شخص بديل.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال