ما هو خلق الحياء؟.. من أقوى البواعث على الاتصاف بما هو حسن واجتناب ما هو قبيح



خلق الحياء:

إن ما يتوج الأخلاق كلها خلق الحياء،لأنه من أقوى البواعث على الاتصاف بما هو حسن واجتناب ما هو قبيح وبالتالي فإنه يقود صاحبه إلى أن يسلك مدارج الكمال والفضيلة، ومن ثم يرقى في أعين الناس ويكسب المثوبة منه تعالى، والحياء أول قوة يشدد عليها المربون لأنها تدل على العقل، وعلى أن الولد قد أحسن القبيح، وبالتالي فإن إحساسه ذلك يجنبه الوقوع في قبيح الفعال والأقوال.
عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ (ص) مَرَّ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ وَهُوَ يَعِظُ أَخَاهُ فِى الْحَيَاءِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ (ص) «دَعْهُ فَإِنَّ الْحَيَاءَ مِنَ الإِيمَانِ »[1].

حفظ الحواس:

والحياء ليس هو التغير والانكسار الذي يعتري الإنسان من خوف يندم عليه، ولكن يتمثل في أمور: حفظ الحواس، حفظ البطن من الشراهة، ترك ما حرم الله من زينة الدنيا، فعَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ (ص): "اسْتَحْيُوا مِنَ اللهِ حَقَّ الْحَيَاءِ" قَالَ: قُلْنَا: إِنَّا نَسْتَحِي اللهَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، قَالَ رَسُولُ اللهِ (ص): "مَنِ اسْتَحْيَى مِنَ اللهِ حَقَّ الْحَيَاءِ فَلْيَحْفَظِ الرَّأْسَ، وَمَا وَعَى وَلْيَحْفَظِ الْبَطْنَ، وَمَا حَوَى وَلْيَذْكُرِ الْمَوْتَ وَالْبِلَى، وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ تَرَكَ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا، فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ فَقَدِ اسْتَحْيَى مِنَ اللهِ حَقَّ الْحَيَاءِ"[2]

الخجل وضعف الشخصية:

لذا يجب على الآباء والمربين أن يأخذوا أبناءهم بهذا الخلق، وأن يتخيروا لهم الأصدقاء مما اتصفوا بصفة الحياء والأخلاق الحسنة، وعلى المربي أن يكون حكيماً؛ فلا يبالغ في أخذ الناشئين لهذا الخلق إلى حد يصل بهم إلى الخجل وضعف الشخصية، وإنما حياء يعمل على ارتياد النفس إلى معالي الأمور واقتحام المشاق والجرأة في الحق ".[3]

[1]- صحيح البخارى- المكنز - (24 )
[2]- شعب الإيمان - (13 / 140) (10077) حسن
وضعفه الشيخ ناصر الدين الألبان -رحمه الله- في المشكاة (1608) دون أن ينتبه أنه حسنه في صحيح الجامع (935) !
[3]- سهام مهدي جبار، الطفل في الشريعة الإسلامية ومنهج التربية النبوية، ص 346-347


ليست هناك تعليقات