شتان بين الثرى والثريا وهيهات أن يتساوى السفح مع القمة.. قصص وعبر



شتان بين الثرى والثريا وهيهات أن يتساوى السفح مع القمة:

هذه المقولة تعبر عن الفرق الكبير بين الأشياء المتناقضة، فالثرى هو الأرض أو التراب، والثريا هي مجموعة من المصابيح المعلقة في السقف، وهما من الأشياء التي لا تلتقي أبدًا، فالثريا ترمز إلى الارتفاع والسمو، بينما الثرى يرمز إلى الأرضية والخمول، ولذلك فإن الجمع بينهما في جملة واحدة يعطي تعبيرًا عن هذا الاختلاف الكبير.
أما الجملة الثانية "وهيهات أن يتساوى السفح مع القمة" فهي تؤكد هذا المعنى، فالسفح هو الجزء المنخفض من الجبل، والقمة هي الجزء الأعلى، وهما أيضًا من الأشياء المتناقضة التي لا يمكن أن تتشابه، ولذلك فإن هذه الجملة تؤكد أن الفرق بين الأشياء المتناقضة لا يمكن أن يزول أبدًا.

سياقات المقولة:

وهذه المقولة يمكن أن تُستخدم في العديد من السياقات، مثل:
  • مقارنة بين شخص فقير وشخص غني.
  • مقارنة بين شخص بسيط وشخص معقد.
  • مقارنة بين شخص عادي وشخص متميز.
وبشكل عام، فإن هذه المقولة تعبر عن حقيقة أن هناك أشياء في الحياة لا يمكن أن تتشابه أبدًا، مهما حاولنا تقريبها من بعضها البعض.
بين الثرى والثريا بون عظيم، وفرق شاسع تتوزع فيه همم الناس واهتماماتهم.
فمنهم من همته في الثريا؛ قَصَدَ الله والدار الآخرة وجعل الدنيا معبراً وطريقاً لدار لا يفنى نعيمها.
ومنهم من التصق بالأرض وأنس إليها فتخطفته آفاتها ونسي أنه ما وجد إلا لعبادة الله تعالى.

وبين الثرى والثريا قصص وعبر:

عجوز بلغت الثمانين من عمرها في مدينة الرياض.
جلست مع النساء فوجدت أن وقتهن يضيع في المحرَّم وما لا فائدة فيه فاعتزلتهن في بيتها تذكر الله دائماً، ووضعت لها سجادة تقوم من الليل أكثره.
في ليلة قام ولدها الوحيد البار بها عندما سمع نداءها؛ يقول: ذهبت إليها، فإذا هي على هيئة السجود تقول: يا يُنيَّ، ما يتحرك فيَّ الآن سوى لساني.
قال: أذهب بك إلى المستشفى؟
قالت: لا، أقعدني هنا.
قال: والله لأذهبن بك، وكان حريصاً على برها.
تجمع الأطباء كل يدلي بدلوه ولا فعل لأحدهم مع قدر الله.
قالت لابنها: أسألك بالله إلا مارددتني إلى بيتي وإلى سجادتي.
فأخذها ووضَّأها وأعادها إلى سجادتها فأخذت تصلي.
قال: وقبل الفجر بوقت غير طويل نادتني تقول: يا بني أستودعك الله الذي لا تضيع ودائعه.. أشهد ألا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً رسول الله.. ثم لفظت أنفاسها الأخيرة.
فما كان منه إلا أن قام فغسلها وهي ساجدة، وكفنها وهي ساجدة، وحملوها إلى الصلاة ثم إلى القبر وهي ساجدة، ثم وسعوا القبر ودفنوها وهي ساجدة.