إنّ مسافة الميل تبدأ بالخطوة الأولى، هذا صحيح لا يختلف فيه اثنان. ما يمكن أن نختلف فيه هو قدرة العداء على تحقيق وقت محدد تضعه لجنة المسابقة لهذه المسافة.
فالتحضير واللياقة البدنية والبنية المورفولوجية للعداء، الحالة النفسية، الإرادة والرغبة في تحقيق الفوز، نوعية ميدان المسافة، كلها عوامل تحدد نجاح أو فشل العداء في تحقيق هذا الوقت.
لا يكون التحضير جيدا ولا اللياقة البدنية ممتازة بكثرة التدريبات دون مراعاة حاجة الجسم إلى الاسترخاء والاسترجاع، ووضع خطة زمنية تحدد فيها الأهداف التي يرغب في تحقيقها خلال فترة معينة.
فكل خلل في نوعية التدريب أو العمل بطرق عشوائية لا تخضع لمقاييس علمية، قد يترتب عليه مشاكل صحية مزمنة، يعانيها العداء طوال حياته.
كذلك التدريس، يجب أن يخضع لخطة مدروسة، تصاغ فيها الأهداف، وتوضح الأفاق، ثم يسعى الأستاذ إلى تفعيل ذلك العمل التربوي وتحويله إلى قدرات وكفاءات في حل المشكلات وإنجاز المشاريع، وإلى سلوك يتماشى ومتطلبات الأهداف العامة للنظام التربوي القائم في البلاد.
وعند تحقيق هذه الأهداف وتحويلها إلى كفاءات نتكلم عن نجاح المدرسة.