قالت: هذا كنز هذا الزمان إنها الدروس العلمية للعلماء والمسجلة على أشرطة، بدأت تحضر أشرطة الدروس العلمية لكتاب التوحيد ثم أحضرت الكتاب والقلم وبدأت تستمع الشرح وتعلق على الكتاب كل يوم درسًا فقط حتى أنهت كتاب التوحيد كاملاً في شهرين فقط.
ثم بدأت الخطوات العلمية الأخرى، فالتسجيلات تمتلئ بأنواع الدروس العلمية في التوحيد والفقه واللغة وغيرها إنها كنوز ثمينة ودرر نفيسة.
* اتفقت مع أحد دور النشر على طبع كميات كبيرة من الكتب كل فترة وبدأت تجمع الأموال حتى اكتملت ثم تقوم بطبع تلك الكتب وتوزيعها مجانًا، وقالت: لو قامت معلمات وطالبات مدرسة واحدة بمساهمة متواضعة تستطيع أن تطبع كل شهر أحد الكتب بمبلغ لا يتجاوز الخمسة آلاف ريال، إنها عشرة آلاف كتاب توزيع في الشرق والغرب.
* أحبت سيرة الرسول (ص) وسير أصحابه والتابعين وبدأت منذ فترة بنقل تلك السير والقصص من المجلدات والكتب وبعض المجلات الإسلامية وأطبعها على الآلة الكاتبة أو جهاز الكمبيوتر ثم أصورها عدة نسخ وأوزعها على أطفالنا وكذلك على مدرسات الصفوف الأولى.
* تتململ وتتضايق من طول جلوسها في السيارة أثناء توقف زوجها لقضاء بعض أعماله أو شراء بعض الحاجات من المحلات التجارية وغيرها، استبدلت تلك الدقائق الطويلة المملة بقراءة ما تحفظه من كتاب الله، وكانت أمارات السرور بادية عليها وهي تحفظ سورة الكهف وترددها عن ظهر قلب، لقد تحول الضجر والملل إلى طاعة وسعادة وفرح.
* بعد زواجها بأشهر جعلت جميع ملابس الزواج عونًا لمن احتاجها استمرت في إعارتها لمن ترغب الاستفادة منها وقالت لمن أرادت استعارة الفساتين، هيا يا أخية تصدقي ببعض ما كنت تنوين به شراء فساتين لك.
* في منتصف الطريق أو أكثر وهم مسافرون بدت لهم قرية على الطريق العام، تشاورت مع زوجها وقالت: دعني أدخل مستوصف القرية وأضع فيه من الكتب والأشرطة التي معنا.
وكان لها ذلك، تهافتت عليها الممرضات والمراجعات وكأنهم لأول مرة يرون تلك الكتب.
* لقد استعدت لأيام الوضع وما بعدها قامت بشراء كمية كبيرة من الأشرطة والكتب وغلفتها بشكل جميل، وعندما وضعت طفلها وبدأت زيارة الأقارب، أخذت تهدي لكل زائرة إحدى تلك الهدايا.
في المرحلة الثانوية تحاول أن تستقطب القادمات من المرحلة المتوسطة وذلك بابتسامة عريضة ومحبة صادقة تدلهن على المصلى وتحثهن على حضور الدروس وتقدم لهن مجموعة من الكتيبات والأشرطة.
لها أسلوب متميز في الدعوة فهي تبحث في وسط الأسر عن المرأة القوية المقبولة لدى أسرتها ثم تبدأ بدعوتها شيئًا فشيئًا حتى يستقيم أمرها.
وعندها تقول: أنت مسئولة عن باقي أسرتك ومعارفك، عليك حمل ثقيل ولكن أنت أهل لذلك.
عبد الملك القاسم