مجال التعليم من أوسع مجالات الدعوة إلى الله وكثيرات من العاملات في مجال التدريس صبرن واحتسبن العمل في هذا المجال خدمة للدعوة إلى الله، وإلا فالكثيرات منهن يحتجن إلى الراحة وإلى تربية أبنائهن خاصة من تقادم بها عمر التدريس وأفنت سنوات في هذا المجال.
ومن تأمل الحصة الدراسية وعدد المستمعات من الطالبات وطول مدة كل حصة لوجد أرضًا خصبة وعقولاً متفتحة تسمع ما يقال، فمتى يجتمع عشرون طالبة أو ثلاثون لمدة خمس وأربعين دقيقة؟
وعلى اختلاف التخصصات فإن كل مدرسة داعية في مجال عملها.
فهاهي مدرسة الرياضيات داعية نشطة تجمع بين نصح الطالبات وتدريسهن، بل إن أسئلة الامتحان لا تخلو من نصيحة على شكل سؤال.
أحد أسئلتها: أراد عبد الله أن يتخلص من أشرطة الغناء المحرمة شرعًا والموجودة لديه فتح الدرج الأول فوجد فيه 19 شريطًا، وفتح الدرج الثاني فوجد فيه 15 شريطًا، وفتح الثالث فإذا به 13 شريطًا.
فكم مجموع عدد أشرطة الغناء المحرمة التي تخلص منها عبد الله وتاب إلى الله من سماعها؟!
* أما مدرسة اللغة الإنجليزية ففي بداية كل درس جعلت دقائق معدودة لقراءة حديث من أحاديث الرسول (ص) وترجمة معانيه.
* أما من وقع بين يديها درس لصهر الحديد وإذابته وهي معلمة مادة العلوم فإنها تقوم بالتجربة أمام الطالبات وتضع المواد المراد صهرها ثم تسأل في تعجب: كيف بنار الآخرة؟!
هل نستطيع أن نصبر على هذه النار ولو دقائق؟ هيا أجبن، عندها أفاقت إحدى الطالبات من غفلتها واهتدت والتزمت واستقام أمرها بسبب هذه الكلمة التي هزت جوانحها وأزالت غشاوتها.. ولا تزال ترد.. كيف بنار الآخرة؟
ونمى إلى علمي أن مدرسة لغة أنجليزية التزمت مدرسة كاملة على يديها، ولا عجب ولا غرابة في ذلك، إنها مجالات دعوية داخل الفصل وخارجه، في المصلى وفي نشاط الحصص.
ويوم تقف المعلمة أمام الله جل وعلا سيسألها عن هذه الساعات ماذا قدمت فيها وهذه الفرص ماذا استفادت منها..
إنها سنوات معدودة وفرص ذهبية، إذا لم تستثمر فمتى إذًا تستثمر؟!
عبد الملك القاسم