عندما نواجه عاصفةً من التغيرات الهائلة التي تحيط بنا من كلِّ جانب، ونرى أنها تتطلب أجوبة تزدادُ سرعة، كل يوم، يشعر الإنسان أنه يسبح أكثر فأكثر على موجةٍ عميقة لا شيء يُوقفها. والواقع أن هذه هي الحال، في كثير من الأحيان، وربما استطعنا، كهاوي السباحة SURFEUR، أن نستفيد من طاقة الموجة لكي نمضي إلى الأمام.
وهذه الموجةُ الثالثةُ التي وصفناها سابقاً، تستطيع أن تمضي ببلادنا إلى مستقبل أفضل وأكثر مدنية، وأغنى كرامة وديمقراطية، ولكن لن يتم أيّ شيء من هذا النوع إلا بعد أن نُحسن تمييز السياسة والسياسات الاجتماعية للموجة الثالثة من مثيلاتها أو ما يقابلها في الموجة الثانية.
ولما لم يقم الناس بهذا التمييز النقدي، فإن كثيراً من التجديدات الحسنة النية يبدو، وكأنه يزيد الأشياء خطورةً.
ونحن نعرف آلام الولادة التي تعانيها حضارة جديدة، لم تقم مؤسساتها بعد، ولم تستقر في مكانها.
وإذا شاء أصحاب القرار أن يعرفوا ما يفعلون فإن رجال السياسة، والمواطنين الفاعلين سياسياً، بحاجةٍ ماسةٍ إلى تعلم تمييز المقترحات المعدّة لدعم النظام المتهاوي، نظام الموجة الثانية، من تلك التي من شأنها أن تيسر الموجة التالية لها، أي حضارة الموجة الثالثة.
التسميات
موجة ثالثة