الأصل للمرأة أن تجلس في البيت قال الله تعالى: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ} [الأحزاب: 33] وقال الله تعالى: {وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ} [الأحزاب: 53].
في هذه الآية الكريمة نص واضح على تحجب النساء عن الرجال وتسترهن وقد أوضح الله سبحانه في هذه الآية أن التحجب أطهر لقلوب الرجال والنساء، وأبعد عن الفاحشة وأسبابها وأشار سبحانه إلى أن السفور وعدم التحجب خبيث ونجاسة، وأن التحجب طهارة وسلامة، وقد حدد الإسلام لخروج المرأة من البيت للحاجة الماسة شروطاً منها:
1- الخروج للحاجة لا للهو وإضاعة الأوقات كما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "أذن لكن في الخروج لحاجتكن".
2- الخروج بإذن الزوج أو الولي من الأب أو الأم أو الأخ أو العم.
3- أن تطيل المسلمة لباسهما إلى أن تستر قدميها وأن تسبل خمارها على رأسها فتستر عنقها ونحرها وصدرها ووجهها لأن الوجه مجمع المحاسن، وأن لا يكون حجابها خفيفا ولا ضيقاً ولا قصيراً بل يكون سميكاً، وأن يكون خالياً من الألوان المغرية والزينة الظاهرة ولا متعطرة، ولا تلبس ملابس الرجال ولا غيره مما هو خاص بهم.
وقد ورد في الأحاديث الصحيحة اللعن للمتشبهين من الرجال بالنساء والمتشبهات من النساء بالرجال وقال تعالى:{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا} [الأحزاب:59] وقوله تعالى:{وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ} [النور: 31] إلى آخرالآية الكريمة.
4- وأن تغض نظرها في سيرها فلا تنظر هنا وهناك بغير حاجة، وإذا احتاجت إلى محادثة الرجال تتحدث إليهم بعادي الكلام، فلا تلين بصوتها ولا تخضع به؛ لئلا يطمع فيهن من في قلبه مرض، قال الله تعالى: {فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَّعْرُوفًا} [الأحزاب: 32] وقوله تعالى: {وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ} [النور: 31].
5- ترك التعطر واستعمال أدوات الزينة؛ فلا تخرج من البيت ويجد الناس رائحة العطر منها كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "أيما امرأة استعطرت فمرت على قوم ليجدوا منها ريحها فهي زانية".
6- تمشي متواضعة في أدب وحياء، ولا تتخذ خلاخل ولا حذاء يضرب على الأرض بقوة فيسمع قرع حذائها؛ فربما وقعت في الفتنة، قال الله تعالى: {وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ} [النور: 31].
7- لا ترفع النقاب عن وجهها في الطريق والأسواق ومجامع الرجال إلا أن تضطرها إلى ذلك الحاجة وعلى قدر تلك الحاجة.
8- وإذا دخلت على صديقة تزورها فلا تضع ثيابها، فقد يكون في البيت رجل يتلصص أو يكون في المجلس امرأة سوء فتصفها لمن يرغب فيها ولا ريب أنه يحرم على المرأة أن تصف امرأة أجنبية لزوجها فقد يدعو ذلك إلى الأثم كما صح عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال: "لا تباشر المرأة المرأة فتنعتها لزوجها كأنه ينظر إليها" أي لا تصف لزوجها ما رأت من حسن المرأة.
9- ولا تسافر المرأة سفر يوم وليلة إلا مع ذي محرم لها لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "لا يحل لامرأة أن تسافر مسيرة يوم وليلة إلا مع ذي محرم عليها" وهو زوجها أو من تحرم عليه متفق عليه.
وقال رجل: " يا رسول الله إن امرأتي خرجت حاجة وإني اكتتبت في غزوة كذا وكذا، قال فانطلق فحج مع امرأتك"، وقد كانت الزوجة من السلف الصالح تقول لزوجها إذا خرج إلى عمله اتق الله وإياك والكسب الحرام إنا نصبر على الجوع والضر ولا نصبر على النار.
التسميات
المرأة