ارتفعت وتيرة التهديدات الإسرائيلية في الآونة الأخيرة وازدادت سخونة التحذيرات والتهديدات من قبل قادة إسرائيل وقد وصلت لمستويات عليا، وعلى لسان أكثر من مسؤول إسرائيلي وفي أكثر من مناسبة حيث خرجت تلك التهديدات التي تتوعد حزب الله وسورية في حال أقدمت على أي فعل عسكري، كتحذير بلغة التهديدات الإسرائيلية المعهودة وبشكل مستفز ربما يراد منه أن تجر المنطقة لحرب تريدها إسرائيل في هذه المرحلة وبالتوقيت التي تراه هي، وحتى لو لم يكن هنالك أي احتكاك من جانب حزب الله فان الواضح إن إسرائيل اتخذت قرار الحرب وهي تتحضر لها وتحاول إشعال فتيلها بشتى الطرق والوسائل.
ربما هي أجواء الحرب التي بدأت تلوح بالأفق وبدأنا نشاهد تلك التحركات على الجبهة الشمالية، وربما إن ما يصدر من تهديدات إسرائيلية طالت حزب الله وسورية هذه المرة الى جانب القطاع المحاصر بدأت تأخذ منحى جدياً مختلفا عن تلك التهديدات التي كانت بالسابق والتي اعتدنا على سماعها طوال السنوات الماضية، فمن يهدد باحتلال دمشق ويتوعد بالقضاء على نظام الحكم فيها ويجاهر بتصريحاته ضد حزب الله لا يمكن أن يكون عفوياً ولا يمكن أن ننظر لمثل هذه التصريحات على أنها تصريحات إعلامية فقط، بل إن تهديدات بمثل هذا الشكل وهذا المضمون تبين النوايا الحقيقية وتفضح المخططات الجدية التي تسعى لها حكومة الاحتلال والتي تنادي بها وتحاول جرّ المنطقة برمتها لحالة الحرب التي تريدها على مختلف الجبهات.
يمكن لإسرائيل أن تقدم على مثل هذه الخطوة، كما يمكن أن تكون هذه التهديدات نذيراً لاقتراب موعد الحرب التي تبحث عنها منذ وقت طويل وتريدها كي تتخلص من حالة العجز السياسي الذي تمر به حكومة نتنياهو، ولكن الذي لا يمكن أن يكون هو تلك السخافة من وراء توقعها بما سوف ينتج عن هذه الحرب، خاصة في ظل ما استطاعت المقاومة أن تحققه على كلا الجبهتين وما عجزت إسرائيل عن تحقيقه سواء في الجنوب اللبناني أو في قطاع غزة.
تصريحات ليست عفوية وتهديدات ليس عابرة، تلك التي صدرت في السابق عن وزير الخارجية ليبرمان الذي يؤمن بالحرب طريق حياة له ولحكومته اليمينية المتطرفة وظل يرددها في أكثر من مكان بنوع من الانتقام فهو يمتلك عقلية الإرهاب وعقيدة الاستيطان والآن أصبح يرددها معه أكثر من مسؤول في المؤسسة العسكرية الإسرائيلية وهيئة أركان الحرب الإسرائيلية التي بدا وكأنها أكملت استعدادها لخوض الحرب التي تريدها وتسعى إليها كي تتخلص من حالة الضعف والعجز السياسي الذي تعيشه حكومة نتنياهو أمام العالم. وكخطواتها الجنونية وكسابقاتها من التصريحات التي تترافق بأفعال على الأرض قد تُقدم حكومة إسرائيل على هذا النوع من الحرب والخراب الإقليمي، وليس غريباً على دولة تتمتع بامتياز في ممارسة إرهاب الدولة والاعتداء على حقوق الآخرين، دولة تضرب بعرض الحائط كل القوانين والقرارات الدولية أن تقوم باعتداء جنوني بهذا الشكل والطريقة التي تلوح بها أو التي تريدها كي تتخلص من الضغوطات التي تمارس عليها لتقديم الاستحقاقات السياسية ومتطلبات عملية السلام. إن حكومة إسرائيل يبدو أنها اتخذت قرارها بالحرب وبتأجيج الصراع في المنطقة لهذا بدأت بشن هجومها الإعلامي وعلى لسان أكثر من مسؤول وذلك من خلال حقبة التصريحات والتهديدات التي علا صوتها في الآونة الأخيرة والتي تشير الى النوايا المبيتة للحكومة الإسرائيلية التي تصرّ على خوض حرب الثأر والانتقام سواء كان ذلك مع حزب الله أو مع قطاع غزة وحديثاً طرأ متغير جديد هو التهديد لسورية مع أن هذا الاحتمال هو بعيد لان المصالح الإسرائيلية لدولة الاحتلال في الجولان لا تستدعي القيام بأي حرب على النظام الحاكم في سورية لان أي حرب لن تجلب لها الهدوء على جبهة الجولان مثلما هو الحال عليه الآن.
إسرائيل تتهدد وتتوعد أم تتخبط في تصريحاتها التي أخذت منحى جدياً وانعطفت سريعاً باتجاهات خطيرة قد تجر المنطقة الى الهاوية.
بهاء رحال
التسميات
شرق أوسط