ما هو السلوك الإيجابي؟.. الحركة العضوية والصفة الإرادية



تعريف السلوك الإيجابي:

يعرف السلوك الإيجابي بأنه «الحركة العضلية التي تدفعها إلى العالم الخارجي إرادة إنسانية» ([1]).
ومن هذا التعريف يتضح بأن السلوك الإيجابي هو كيان مادي محسوس يتمثل فيما يصدر عن مرتكبه من حركات لأعضاء جسمه ابتغاء آثار مادية معينة([2]).

حركة عضوية ناتجة من إرادة الشخص:

فإذا عزم الجاني أن يرتكب جريمة فهو يتصور قبل كل النتيجة التي يريد تحقيقها كما يتصور في الوقت ذاته الحركة التي تمكنه من الوصول على هذه النتيجة فيؤدي هذه الحركة بواسطة عضو من أعضاء جسمه، فإذا أراد مثلا القتل فإنه يضغط على زناد المسدس الذي في يده فتنطلق منه رصاصة تصيب عدوه في قلبه. وإذا أراد إهانة خصمه بالسب أو القذف فإنه يجعل لسانه ينطق بألفاظ مقذعة أو عبارات مشينة وإذا أراد اغتصاب امرأة فإنه يجعل قضيبه ينتعظ ويولجه في فرجها([3]). وإذا أراد دعس غريمه فإنه يضغط بأسفل قدمه على دواسة البنزين.

ولا يكفي أن يكون هناك حركة عضوية تصدر عن الإنسان، وإنما يجب أن تكون هذه الحركة ناتجة من إرادة الشخص لهذه الحركة، وللإرادة هنا دوران([4])

حركة نفسية مدركة:

يتمثل في أنها سبب الحركة، فهي حركة نفسية مدركة، تدفع أعضاء الجسم إلى الحركة على النحو الذي يحقق الغاية التي يبتغيها من تصدر عنه الإرادة، وهذا يتطلب توافر علاقة سببية بين الإرادة والحركة العضوية، وهذه العلاقة النفسية تختلف عن علاقة السببية التي يتعين أن تتوافر بين الفعل في مجموعه والنتيجة الإجرامية ويتمثل في سيطرتها على كل أجزاء الحركة العضوية وتوجيهها على نحو معين ([5]).

نخلص من ذلك إلى أن السلوك الإجرامي يقوم على عنصرين الحركة العضوية والصفة الإرادية لهذه الحركة، فإذا اجتمع هذان العنصران تحقق الفعل أو السلوك الإيجابي.

([1]) د. جلال ثروت، قانون العقوبات ، القسم العام، المكتبة القانونية، الدار الجامعية، القاهرة ، 1989، ص 122.
([2])د. رمسيس بهنام، الجريمة والمجرم والجزاء، منشأة المعارف بالإسكندرية، 1976، ص510.
([3]) د. حميد السعدي، الأحكام العامة، مصدر سابق، ص145.
([4])د. محمود نجيب حسني، القسم العام ، مصدر سابق، ص267.
([5])  د. وداد عبد  الرحمن القيسي، مصدر سابق ، ص61.