رابطة دول الجوار العربي.. إيران تحتل أراض عربية وإثيوبيا تهدد المن الغذائي العربي بتحكمها في منابع النيل



بدعوة كريمة من احدى المؤسسات التعليمية المرموقة في الأردن قدر لي أن التقي بكثير من الدبلوماسيين وأهل الفكر والقلم المنشغلين بهموم امتنا العربية والإسلامية، ودارت بيننا حوارات ومناقشات في أكثر من منتدى امتدت إلى ساعات متأخرة من الليل. شغلنا بهموم التعليم بعد محاضرة ألقيتها في (مجمع المدارس النموذجية الحديثة) في عمان، وشغلنا بمشروع عمرو موسى أمين جامعة الدول العربية 'رابطة دول الجوار العربي'
 (1)
في مجال التعليم اتفق أهل الرأي من الذين التقيت بهم بأننا 'امة في خطر' لأن (العجمة بضم حرف العين) التي قد حذر منها جمال الدين الأفغاني في سابق العصر تكاد تخيم على عالمنا العربي من المحيط إلى الخليج عن طريق سيادة اللغة الانكليزية في مناهج التعليم العام والعالي في المشرق العربي، والفرنسية في دول المغرب العربي تحت ذرائع متعددة منها حاجة السوق، وان اللغة العربية لغة ميتة لم تتقدم وهي بالتالي لا تستطيع مواكبة التطور التقاني المتسارع الوتيرة، ودارت مناقشات جادة في هذا المجال وسوف انشر وقائع تلك الحوارات في مجال آخر لفائدتها العظيمة ولمن يريد أن يعتبر من دروس تاريخ الأمم في هذا المجال .
 (2)
في شأن مشروع عمرو موسى آنف الذكر، تحدثت في تلك الجلسة عن أهمية هذا المشروع وأعلنت باني من المتحمسين له ومن اشد أنصار التعجيل بتنفيذه، لكن قبل كل شيء لا بد من التوقف عند قضايا غاية في الأهمية من اجل تمهيد السبل لقيام تلك الرابطة مع دول الجوار العربي على أسس سليمة من اجل قيام كيان قوي في هذا العالم يتكون من العرب والإيرانيين والأتراك وكذلك الأحباش. تعالوا ننظر إلى واقعنا مع كل دولة على حدة من دول الجوار. إيران مثلا لا أريد أن أتحدث عن الرابط الديني ولا الجغرافي فكلها واضحة. ما أريد تناوله هنا هو: إيران تحتل الجزر العربية والتي هي جزء من دولة الإمارات العربية المتحدة، وايران ليست على استعداد لقبول التفاوض أو التحكيم الدولي بشان تلك المناطق المحتلة منذ عام 1971 . عربستان: يوجد بإقليم 'الاحواز' ما يقارب عشرة ملايين إنسان عربستان محرومين من لغتهم ودراسة تاريخهم وثقافتهم العربية وحتى من تسمية ابنائهم أسماء عربية إلا ما ندر، وهم يطالبون بحق تقرير المصير أسوة بغيرهم من القوميات وخاصة الأكراد. إيران الثورة أقدمت على تحويل مجاري المياه التي تنساب من الهضبة الإيرانية بحكم الطبيعة نحو أجزاء من العراق وذلك لحرمان العراق من مصادر الماء. شط العرب تهيمن عليه واليوم العراق برمته هي صاحبة اليد العليا في شانه عن طريق عملائها ومن تضامن معهم من أهل العراق.
 (3)
تركيا، حزب العدالة والتنمية، الحاكم اليوم في انقره أو إن شئت اسطنبول، لا يمكن لعاقل في العالم العربي أن ينكر انه قدم للعالم موقفا واضحا في شأن صراعنا مع الكيان الصهيوني، وهذه مواقف لا يمكن لأي عربي حر أن ينساها لتركيا شعبا وحكومة ولا يمكن لأي عربي أن ينسى موقف تركيا عندما رفضت أن تكون أراضيها مفتوحة للقوات الأمريكية والبريطانية لغزو العراق عام 2003 ورفضها للاحتلال على خلاف كثير من دول جوار العراق بما فيهم العرب. لكن لا يجب أن ننسى لواء الاسكندرون المستقطع من أراض عربية وتتريك أهل ذلك الإقليم، ولا ننسى أن تركيا كما فعلت إيران أقامت السدود على مجاري نهري دجلة والفرات بغية حرمان كل من سورية والعراق من انسياب الماء المتدفق نحو الجنوب من الهضبة التركية الأمر الذي أدى إلى تجفيف بعض الانهار المتفرعة داخل سورية وخاصة نهر بردى الذي كان أدباء أهل الشام يتغنون به وكذلك شح المياه في كل من العراق وسورية، الأمر الآخر في هذا الشأن أن تركيا تسمح بمرور أنابيب الغاز من أوروبا إلى إسرائيل عبر سيادتها. قد يجادل أحدكم بان دولة عربية هي مصر تبيع الغاز والبترول المستخرج من حقول سيناء إلى إسرائيل بأبخس الأثمان، وتقيم الحصار على أهل غزة وتبني أسوارا فولاذية على الحدود المصرية ـ الفلسطينية لحرمانهم من التزود بضرورات الحياة الإنسانية .
 (4)
أثيوبيا ـ الحبشة ـ ليست اقل تهديدا لأمننا العربي وتوسعا في أراضينا فهي تحتل إقليم (أوغادين) الصومالي وتعبث بالصومال وتربك القرن الإفريقي ذا الشأن الهام للوطن العربي الكبير، فوق هذا وذاك تهدد امن السودان واستقراره سياسيا وتهدده بالتحكم في المياه المتدفقة من اعالى الهضبة الإفريقية وتحرض دول المنبع لنهر النيل ضد حصص مصر والسودان في مياه النيل، فأي رابطة نبتغي مع دول 'هلال الأزمات' الذي يحيط بنا قبل أن ننهي تلك المسائل المعوقة لأي رابطة تضامنية؟
آخر القول: نحن امة مستهدفة بالإهانة والإذلال، فهل يدرك ولاة الأمر فينا؟ كان بودي أن اطرح نص الحوارات لكن المساحة المتوفرة لي تجاوزت حدها فمعذرة للقارئ الكريم.


ليست هناك تعليقات