الارهاب النووي ومنظماته واستخدامها المواد النووية لأغراض خبيثة وإيقاع العالم في كارثة



هيمن تعريف 'الارهاب النووي' على القمة النووية التي استضافتها العاصمة الامريكية واشنطن في اليومين الماضيين بدعوة من الرئيس باراك اوباما، حيث نص البيان الختامي على منع 'الاطراف غير الرسمية' من الحصول على مواد نووية لاغراض خبيثة.
الاشارة هنا موجهة الى تنظيمات مثل 'القاعدة' يعتقد الامريكيون وحلفاؤهم انها تسعى لامتلاك مواد نووية لاستخدامها في هجمات ضد اهداف امريكية وغربية، وهذا ما دفع الرئيس اوباما الى القول 'انه اذا حصلت القاعدة على سلاح نووي، فستكون كارثة على العالم.
مخاوف الرئيس الامريكي والدول الغربية في محلها، ولذلك لا بد من وضع ضوابط جديدة لمنع تسرب مواد، مثل اليورانيوم عالي التخصيب والبلوتونيوم المنقى، وهما عنصران مهمان لصنع الاسلحة النووية لاطراف غير مسؤولة، يمكن ان تستخدمها لارتكاب مجازر دموية في حق مدنيين يمكن ان يتجاوز عدد ضحاياها مئات الآلاف ان لم يكن اكثر.
وربما يفيد التذكير هنا، بان اول من استخدم الاسلحة النووية ضد المدنيين لم يكونوا من اعضاء تنظيم 'القاعدة' او غيره من التنظيمات الارهابية المتطرفة، وانما الولايات المتحدة الامريكية الدولة الديمقراطية العظمى، وبعد ان حسمت نتائج الحرب العالمية الثانية لمصلحتها باستسلام اليابان وهزيمة المانيا.
واذا كانت التنظيمات الارهابية التي لا تعير اي اهتمام للقانون الدولي، ولا تتورع عن استخدام اي اسلحة دمار شامل تقع في يدها ضد اعدائها، ولهذا لا يجب ان تصل يدها الى المواد اللازمة لصنع قنابل نووية قذرة، فان هناك 'اطرافا' رسمية لا تقل خطورة عن هذه التنظيمات، بل تبدو اخطر منها على امن العالم واستقراره وأرواح ابنائه.
نحن هنا نشير بالطبع الى اسرائيل التي تعتبر وفق القانون الدولي ونصوصه ومعاهداته، 'دولة مارقة'، استطاعت تطوير اسلحة نووية بعيداً عن الرقابة الدولية، او رغماً عنها وسط تشجيع من العالم الغربي والولايات المتحدة الامريكية على وجه الخصوص.
وجود اسلحة نووية في يد اسرائيل لا يقل خطورة عن وجودها في يد تنظيمات متطرفة مثل تنظيم 'القاعدة'، لان عدد ما قتلته اسرائيل في مجازرها ضد العرب والفلسطينيين في حروبها المتعددة تتواضع امامه ارقام ضحايا تنظيم 'القاعدة'، فاسرائيل مدانة من قبل تقرير القاضي ريتشارد غولدستون الصادر بتكليف من هيئة دولية بارتكاب مجازر حرب ضد الانسانية اثناء عدوانها الاخير على قطاع غزة.
السيد رجب طيب اردوغان رئيس وزراء تركيا كان محقا عندما لفت انظار المشاركين في المؤتمر المذكور الى الاسلحة النووية الاسرائيلية التي تهدد المنطقة والعالم بأسره، وطالب بالتعاطي معها بالطريقة نفسها التي يتم فيها التعاطي مع برنامج نووي ايراني، ما زال محصورا في اطار استخداماته السلمية، وبعيدا عن انتاج اي رؤوس نووية حسب تقديرات الخبراء الامريكيين انفسهم.
القمة النووية، وهي فكرة جيدة تستحق التنويه، لا يمكن ان تحقق اهدافها في تحقيق 'الامن النووي' ومواجهة 'الارهاب النووي' في ظل هذه الازدواجية الفاضحة في التعاطي مع هذه المسألة بصورة شفافة ومسؤولة، واخضاع جميع الدول دون استثناء لمعاهدة الحد من انتشار الاسلحة النووية، بما فيها اسرائيل التي قاطعتها بعد ان علمت ان دولا عربية بينها مصر ستطرح على مائدة النقاش اسلحتها النووية، وبقاءها خارج فرق التفتيش التابعة للوكالة الدولية للطاقة النووية.


0 تعليقات:

إرسال تعليق