الحرب الاقتصادية الجزائرية لتخريب الاقتصاد المغربي عن طريق التهريب وإغراق السوق.. الحدود بين الإغلاق الرسمي والنشاط التجاري



الحرب الاقتصادية الجزائرية لتخريب الاقتصاد المغربي عن طريق التهريب وإغراق السوق:


في الطريق من أي مدينة مغربية  إلى الحدود المغربية الجزائرية بالجهة الشرقية من المملكة ، نلحظ  جيوشا من الأطفال والشباب على  طول الطريق، وهم يشيرون بأصابع الابهام إلى الأرض في إشارة يفهمها مرتادو الطريق العام وتعني وجود وقود جزائري للبيع ، الشيء الذي يغري السائقين ليتوقفوا من أجل اقتناء الوقود الجزائري من البائع الذي يوحي مظهره الخارجي بأكثر من دلالة.

تهريب الوقود الجزائري:

وعندما يطلب الزبون الوقود الجزائري بعد الاتفاق عن الثمن، يهرع المهرب في اتجاه أشجار ليأتي بعبوة بلاستيكية بسعة 30 لتر من البنزين الجزائري المهرب الذي يباع بأثمنة جد رخيصة بالمقارنة مع نظيره المغربي، ويواصل بعد ذلك السائق طريقه بينما تستمر رحلة الزمن عند أولئك الذين يزاولون نشاط  بيع الوقود المهرب إلى ساعات طويلة دون كلل، فالواجبات الأسرية ــ يقول أحدهم ــ تحتم عليك البقاء مددا أطول في سبيل إطعام أفواه الكبار والصغار بما تيسر من قوت... فأمام تردي أوضاع الساكنة وتدني فرص العمل يتحتم على الكثير منهم الإقبال على هذا النشاط المفتوح على العديد من المخاطر، وبالمقابل تخلوا محطات البنزين القانونية من الزبائن بينما تملأ رائحة وقود الديزل الجزائري الأرجاء ببلدة "بني ادرار" التي تبعد بكيلومترات قليلة عن مدينة مغنية الجزائرية، فسعر الثلاثين لتر من وقود الديزل الجزائري يقل بمائة درهم عن نظيره المغربي وكلما وجد هذا الفرق الا وشجع المستهلك على الشراء مما يزيد من نهم المهربين الى تكثيف رحلاتهم وتوريد وتزويد زبائنهم على مستوى الجهة الشرقية برمتها.

جوج بغال:

وفي الطريق من مدينة السعيدية نحو وجدة لا بد من مشاهدة العلم الجزائري يرفرف وبجانبه بعض شعارات الدولة الجزائرية على بعد عشرة أمتار من الطريق التي نسير فيها، ويظهر الطريق المؤدي إلى مدينة "مغنية" الجزائرية من النقطة الحدودية "جوج بغال" في منعرج يقابل الطريق الرابطة بين السعيدية ووجدة، وبين المحورين الطرقيين واد صغير إلى درجة يتخيل فيها الزائر لهذه المنطقة أنه لا وجود للحدود، لكن الواقع يعكس الحقيقة، وبعد تجاوز بلدة "بني ادرار" في اتجاه "جوج بغال" عبر طريق برية طويلة تذكرنا بتاريخ مشترك لا شك أنه أصبح متجاوزا بعض الشيء لاعتبارات متعددة وعلى رأسها السياسية التي فرقت بلدين جمعها التاريخ والجغرافية وبين هذا وذاك لا شك أن كثيرا من العوامل لا تزال ترخي بضلالها وتؤثر في علاقة البلدين...

السلع المهربة:

وبعيدا عن السياسة وقريبا من الأرض، بل وعليها تتحرك يوميا قوافل داخل شرايين الحياة الاقتصادية والاجتماعية فتنشط تبعا لذلك تجارة محظورة قانونيا تجلب لأصحابها أرباحا تختلف حسب نوع وكمية السلع المهربة، وقرب النقطة الحدودية "جو بغال" لا بد من تسريح البصر الى المساحات المترامية الأطراف الواسعة والتي أصبحت فرصة البعض لاستثمارها في مشاريع معينة عبر بناء فضاءات مخصصة للحفلات والأعراس وغيرها،... طريق برية طويلة لا يمكن لنا اتمامها، حيث أننا مجبرين على الوقوف في نقطة معينة تسمى "جوج بغال" لا يمكن أن نتجاوزها الا بعد الحصول على إذن مسبق يمر عبر اجراءات مسطرية معقدة تخص تأشيرة دخول التراب الزائري، فنحن أمام الحدود.

إغلاق الحدود:

أغلقت الحدود المشتركة بين البلدين إثر أحداث فندق ايسني بمراكش بعد أحداث إطلاق رصاص بالمكان نفسه، مما فرض على البلدين اللجوء الى تطبيق قيود على منح التأشيرة فتناسلت بعد ذلك تبعات القرار على مواطني البلدين الذي تشترك فيه العديد من الأسر التي لها صلات قرابة.

هذا الوضع جر الكثير من المعاناة النفسية لهؤلاء ويتعين أحيانا على الراغبين في زيارة ذويهم في التراب الجزائري أن يدفعوا للمهربين لنقلهم خلسة عبر البر ....
الحدود مغلقة رسميا بين البلدين وبقرارات عليا لكن على أرض الواقع توجد مختلف أنواع وأصناف السلع الجزائرية التي تأخذ طريقها إلى المستهلك المغربي بحكم سعرها الرخيص... غير أن العديد من هذه السلع تبقى غير صالحة للاستهلاك بحكم انتهاء مدة صلاحيتها أو بعوامل أخرى....


المواضيع الأكثر قراءة