الشتائم عند المغاربة.. صور وتمثلات وتغطية لنواحي الحياة الدينية والسياسية والجنسية



الشتائم عند المغاربة

"المعيورة"، السب، القذف، الشتيمة، الإهانة، التجريح، الخدش، "حشيان الهدرة"، "دفيع لكلام"، "التمنقيص" تعابير درج عليها المغرب كبقية الشعوب للتعبير عن شدة الحنق أو التعبير عن لحظات من الغضب وأحيانا عن "الضحك الخايب" كما يسميه المغاربة.

شتائم متنوعة:

تختلف الشتائم عند المغاربة من الشتيمة المباشرة  قولا إلى الإيحاءات الجسدية إلى الكتابة على أي شيء وفي أي مكان (جريدة، حائط، دفتر، مدونات، تعاليق، مرحاض)، لا مكان لحرمة الشتيمة سواء بين الناس العاديين والعوام حتى تصل لهرم السلطة.

والشتيمة تعبير صريح عن مواريث الثقافة الشعبية المغربية والثقافة الشفهية عموما وعنوان كبير عن ذهنية مغربية لم تتخلص من رواسب الماضي.

سرعة الغضب والانفعال:

وترتبط الشتائم بظاهرة اجتماعية متفشية داخل المغرب، إذ إنّ المغاربة معروفون بسرعة الغضب والانفعال في ما بينهم، ولا يبدون متسامحين إلا مع الغرباء أو السياح الأجانب.

واللجوء إلى الكلام النابي والشتائم اللاذعة وسط غضب مستعرّ، هو سلوك نفسي تعويضي. من خلاله، يعوّض صاحب مثل هذه السلوكيات ما ينقص في شخصيته، فيتعدّى على الآخرين إمّا بالضرب والعنف الجسدي أو بالسباب والعنف اللفظي أو بالعنف النفسي المتمثل في الإهانة والاحتقار".

ضعف التعايش الاجتماعي بين المواطنين:

إنّ الفضاءات العمومية المزدحمة، هي أكثر الأماكن التي تشهد مثل تلك الاحتكاكات وتبادل الشتائم، من قبيل المقاهي والحافلات العمومية والشوارع والأبنية السكنية والأسواق. وهذا يدلّ على ضعف في التعايش الاجتماعي بين المواطنين.

إنّ القول البذيء والكلام الفاحش والتفنن في الشتائم وسرعة الغضب في شوارعنا وأحيائنا المغربية، مظاهر غير مشرّفة تنقض كلّ الصفات الحسنة والأخلاق الحميدة".

وما يحزن حقاً هو ما يصادفه الإنسان من أخلاق سلبية تدين بطريقة صريحة مؤسسات عدّة، من قبيل الأسرة والمدرسة والإعلام.