1- أَبْعَدُ مِنَ النّجْمِ، وَمِنْ مَنَاطِ الْعَيُّوقِ، وَمِنْ بَيْض الأَنُوقِ، وَمِنَ الكَوَاكِب:
أما النجم فإنه يُرَاد به الثريا، دون سائر الكواكب، ومنه قول الشاعر:
إذا النَّجْمُ وافَى مَغْرِبَ الشمس أجحرت*مقارى حيى وَاشْتَكَى العُذْرَ جَارُهَا
وأما العَيُّوق فإنه كوكب يطلُع مع الثريا، قال الشاعر:
وإن صُدَيّاً والمَلاَمة ما مشى -- لَكالنَّجْمِ وَالْعَيُّوق ما طَلَعَا مَعَا
صُدَى: قبيلة، أي هي أبدا مَلُومة، والملامة تمشي معها لا تفارقها.
وأما بَيْضُ الأنُوق فهو - أعني الأنوق - اسم للرخَمَة، وهي أبعد الطير وَكْرا، فضربت العرب به المثل في تأكيد بُعْدِ الشيء وما لا يُنَال، قال الشاعر:
وكُنْتُ إذا اسْتُودِعْتُ سرا كَتَمْتُهُ -- كبيض أَنُوقٍ لا يُنَال لها وَكْرُ
2- أَبْصَرُ مِنْ فَرَس بَهْماء فِي غَلَسٍ:
وكذلك يضرب المثل فيه بالعُقَاب فيقال:
3- أَبْصَرُ مِنْ عُقَاب مَلاعِ:
قال محمد بن حبيب: مَلاَع اسم هَضْبة، وقال غيره: مَلاَع اسم للصحراء.
قال: وإنما قالوا ذلك لأن عُقَاب الصحراء أبْصَرُ وأسْرَع من عقاب الجبال، ويقال للأرض المستوية الواسعة: مَلِيع، ومَيْلَع أيضا، قال الشاعر (هو امرؤ القيس بن حجر الكندي) يصف إبلا أُغِيرَ عليها فذهبت:
كان دِثَارًا حَلَّقَتْ بلَبُونِهِ -- عُقَاب مَلاَع لا عُقَاب الْقَوَاعِلِ.
دِثار: اسم رَاعٍ.
والقواعل: الجبال الصغار.
وقال أبو زيد: عقاب مَلاع هي السريعة، لأن المَلْع السرعة.
ومنه يقال: ناقة مَلُوع ومَلِيع أي سريعة.
وقال أبو عمرو بن العَلاَء: العرب تقول: أنت أخَفُّ يداً من عُقَيِّبِ ملاع، وهي عُقَاب تصطاد العصافير والْجُرْذَانَ.
0 تعليقات:
إرسال تعليق