تعريف وأنواع الطباق.. حقيقي. اعتباري. تقابل تضاد. تقابل إيجاب وسلب. تقابل عدم وملكة. تقابل تضايق. طباق الإيجاب. طباق السلب



- تعريفُ الطباق:

هو الجمعُ بين لفظين متقابلينِ في المعنى، وهو نوعانِ: حقيقيٌّ واعتباريُّ.

- الأول: التقابل الحقيقيُّ:

وهو أنواعٌ:

1- تقابلُ تضادٍّ:

 نحو قوله  تعالى: {وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى} (43) سورة النجم.

2- تقابلُ إيجابٍ وسلبٍ:

نحو قوله تعالى: {.... قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ} (9) سورة الزمر.

3- تقابلُ عدمٍ وملكةٍ:

كقوله تعالى: {وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ} (19) سورة فاطر.

4- تقابلُ تضايفٍ:

كقولك: (أبو الحسنِ صفيُّ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم وابنُهُ حبيبُه).

- الثاني: تقابلاً اعتبارياًّ، كقوله تعالى: {وَأَنَّهُ هُوَ أَمَاتَ وَأَحْيَا} (44) سورة النجم.

- صورُ الطِّباقِ:

 يكونُ الطباقُ بين: 

1- اسمينِِ:

نحو قوله تعالى: {هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} (3) سورة الحديد،  وكقوله تعالى:{وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ...} (18) سورة الكهف.

2- فعلينِ:

نحو قوله تعالى: {وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى} (43) سورة النجم، وكقوله تعالى: {ثُمَّ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَى} (13) سورة الأعلى.

3- حرفينِ:

نحو قوله تعالى: {..وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ...} (228) سورة البقرة، وقوله تعالى: {لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ...} (286) سورة البقرة.

4- لفظينِ منْ نوعينِ  مختلفينِ:

نحو قوله تعالى: {....وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ} (36) سورة الزمر، بين فعل واسم، وكقوله تعالى: {أَوَ مَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ...} (122) سورة الأنعام، بين اسم وفعل.

- أقسامُ الطباقِ:

 ينقسمُ إلى قسمينِ طباقُ إيجابٍ وطباقُ سلبِ:

1- طباقُ الإيجابِ:

هو ما لم يختلفْ فيه الضِّدانِ إيجاباً وسلباً ، نحو قوله تعالى: {قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} (26) سورة آل عمران، وكقوله تعالى: {وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ...} (18) سورة الكهف، ففيهما تطابقٌ إيجابيٌّ بين هذه المذكوراتِ.

2- طباقُ السَّلبِ:

هو ما اختلف فيه الضدانِ إيجاباً وسلباً، بحيثُ يجمعُ بين فعلينِ من مصدرٍ واحدِ، أحدهُما مثبتٌ مرةً، والآخرُ منفيٌّ تارةً أخرى، في كلامٍ واحدٍ.
نحو قوله تعالى: {يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلاَ يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللّهِ....} (108) سورة النساء.
ونحو قوله تعالى: {يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِّنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ} (7) سورة الروم.
ونحو قوله تعالى: {أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاء اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ} (9) سورة الزمر.

- أو أحدهُما أمرٌ، والآخرُ نهىٌ، نحو قوله تعالى: {اتَّبِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلاَ تَتَّبِعُواْ مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ} (3) سورة الأعراف، ونحو قوله تعالى: {..فَلاَ تَخْشَوُاْ النَّاسَ وَاخْشَوْنِ..} (44) سورة المائدة.

ما يلحق بالطباق:

ويلحقُ بالطباقِ شيئانِ:
- أحدهما: نحو قوله تعالى: {مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ...} (29) سورة الفتح، فإن الرحمة سببيةٌ عن اللينِ، الذي هو ضدُّ الشدةِ.
- الثاني: ما يسمَّى إيهامَ التضادِّ ،وهو أن يجمعَ بين معنيينِ غيرَ متقابلينِ عبَّر عنهما بلفظينِ يتقابلُ معناهُما الحقيقيانِ، نحو قول دعبل[1]:
لا تعجَبي يا سَلْمُ من رجلٍ + ضحِكَ المشيبُ برأسِه فبكى
والشاهدُ أنَّ المرادَ بالضحك ِفي البيت لا يضادُّ البكاءَ، ولكنَّ معنييهما الحقيقينِ متضادانِ.

[1] - نقد الشعر - (ج 1 / ص 26) والوساطة بين المتنبي وخصومه - (ج 1 / ص 13)  ولباب الآداب للثعالبي - (ج 1 / ص 57) وزهر الآداب وثمر الألباب - (ج 1 / ص 415) وسر الفصاحة - (ج 1 / ص 69) والشعر والشعراء - (ج 1 / ص 186) وطبقات الشعراء - (ج 1 / ص 18) ونهاية الأرب في فنون الأدب - (ج 1 / ص 276) وتراجم شعراء موقع أدب - (ج 16 / ص 115) - يا سلم: يا سلمى.