صُهابيّةُ العُثْنُونِ مُوجَدَةُ القَرَا + بعيدةُ وَخْدِ الرّجْلِ مَوّارَةُ اليَدِ
- العثنون: شعرات تحت لحيها الأسفل.
يقول: فيها صهبة أي: حمرة. القرا: الظهر، والجمع الأقراء.
- الموجدة: المقوَّاة، والإيجاد التقوية، ومنه قولهم: بعير أجد، أي: شديد الخلق قوي.
- الوخد والوخدان والوخيد: الذميل (نوع من سير الإبل يكون فيه لين)، والفعل وَخَدَ يَخِد.
- المور: الذهاب والمجيء. والموّارة مبالغة المائرة، وقد مارت تمور مورًا فهي مائرة.
يقول: في عثنونها صهبة وفي ظهرها قوة وشدة، ويبعد ذميل رجليها ومور يديها في السير، ويجوز جر صهابية العثنون على الصفة لعوجاء.
ويجوز رفعها على أنه خبر مبتدأ محذوف تقديره: هي صهابية العثنون.
التّحليل:
يُقدّمُ لنا هذا البيتُ صورةً للمرأةِ المثاليةِ في الجاهليّة، فهي تتميّزُ بجمالها وأنوثتها، وقوّتها وعِفّتها.
- الجمال: تُشيرُ صفةُ "صُهابيّةُ العُثْنُونِ" إلى جمالِ المرأةِ وأنوثتها، ممّا يجذبُ الرّجالَ إليها.
- القوّة: تُشيرُ صفةُ "مُوجَدَةُ القَرَا" إلى قوّةِ المرأةِ وصبرها، ممّا يُمكّنها من تحمّلِ مشقّاتِ الحياة.
- العِفّة: تُشيرُ صفةُ "بَعيدةُ وَخْدِ الرّجْلِ" إلى عِفّةِ المرأةِ وحُسنِ سلوكها، ممّا يُحافظُ على كرامتها وشرفها.
- الحياء: تُشيرُ صفةُ "مَوّارَةُ اليَدِ" إلى حياءِ المرأةِ واحترامها لنفسها، ممّا يُضفي عليها سحرًا خاصًا.
الجماليات:
- استخدام الصفات المشبهة لإبراز جمال المرأة وخصائصها الجسدية.
- استخدام السجع بين "صُهابيّةُ" و "موجدةُ" و "بعيدةُ" و "مَوّارَةُ" لخلق نغمة موسيقية.
- استخدام الأفعال المضارعة "موجدةُ" و "مَوّارَةُ" لإظهار استمرار هذه الصفات في المرأة.
التأثير:
يترك البيت انطباعًا رائعًا لدى القارئ عن جمال المرأة وأخلاقها الحميدة، ويُثير مشاعر الإعجاب والتقدير.
ملاحظات:
يُمكنُ اعتبارَ هذا البيتِ نموذجًا لجمالِ المرأةِ في الجاهليّة، إلّا أنّ هذا النّموذجَ قد لا يُناسبُ جميعَ الأذواقِ والثّقافاتِ في العصرِ الحديث.
يُمكنُ قراءةَ البيتِ من منظورٍ رمزيٍّ، حيثُ تُمثّلُ المرأةُ الأرضَ، والعُثنونُ هو الزرعُ، والقَرَا هي الخصوبةُ، واليدُ هي المطرُ.
الخاتمة:
يُقدّمُ لنا هذا البيتُ صورةً غنيّةً عن المرأةِ في الجاهليّة، ممّا يُساعدُنا على فهمِ ثقافةِ تلك الفترةِ بشكلٍ أفضل.
ليست هناك تعليقات