شرح وتحليل: ومَا زَالَ تَشْرَابِي الْخُمورَ وَلَذّتِي + وَبَيْعِي وإنْفاقي طَريفي ومُتْلَدي



ومَا زَالَ تَشْرَابِي الْخُمورَ وَلَذّتِي + وَبَيْعِي وإنْفاقي طَريفي ومُتْلَدي

  • التشراب: الشرب، وتفعال من أوزان المصادر مثل التقتال بمعنى القتل التنقاد بمعنى النقد.
  • الطريف والطارف: المال الحديث.
  • التليد والتلاد والمتلد: المال القديم الموروث.
يقول: لم أزل أشرب الخمر وأشتغل باللذات وبيع الأعلاق (جمع علق وهو النفيس من كل شيء يتعلق بالقلب) النفيسة وإتلافها حتى كأن هذه الأشياء لي بمنزلة المال المستحدث والمال الموروث، يريد أنه التزم القيام بهذه الأشياء لزوم غيره القيام باقتنائه المال وإصلاحه.

الشرح:

يُضرب الشاعر في هذا البيت المثل بنفسه في الإسراف والمجون، فيقول: لم أزل أشرب الخمر وأستمتع باللذات، وأبيع وأنفق مالي الجديد والقديم دون حساب.

التحليل:

المعنى:

يقول الشاعر: لم أتوقف عن شرب الخمر والتمتع باللذات، كما لم أتوقف عن بيع أموالي الجديدة والقديمة دون حساب.

الجماليات:

  • المبالغة: بالغ الشاعر في وصف إسرافه ومجونه، فقال إنه لم يتوقف عن شرب الخمر والتمتع باللذات مطلقًا.
  • التكرار: كرر الشاعر كلمة "ما" في بداية البيت لزيادة التأكيد على استمراره في الإسراف والمجون.
  • المقابلة: قابل الشاعر بين "طريفي" و "متلدي" للتأكيد على أنه لا يفرق بين ماله الجديد وماله القديم في الإسراف.

الدلالة:

يدل هذا البيت على شخصية الشاعر المستهترة المُسرفة، التي لا تفكر في العواقب. كما يدل على تمسكه بالحياة العابرة دون التفكير في الآخرة.

الربط بالمعلقة:

يقع هذا البيت في معلقة طرفة بن العبد، وهي من أشهر المعلقات السبع. ويشتهر هذا البيت بجماله وبلاغته، وقد تناقلته الأجيال عبر العصور.

ملاحظات:

  • يرى بعض الدارسين أن الشاعر لم يكن يقصد التعبير عن حقيقة إسرافه ومجونه، وإنما كان يقصد التباهي بكرمه وجوده.
  • يرى آخرون أن الشاعر كان يعبر عن فلسفة خاصة في الحياة تقوم على الاستمتاع بالحياة دون التفكير في المستقبل.

ختامًا:

يُعد هذا البيت من الأبيات المشهورة في الشعر العربي، لما فيه من دلالة رمزية عميقة، وجماليات لغوية بارعة.


ليست هناك تعليقات