شرح وتحليل: وتُضْحِي فتيتُ الْمِسكِ فوق فراشها + نؤومُ الضحى لم تَنْتَطِقْ عن تفضّلِ

وتُضْحِي فتيتُ الْمِسكِ فوق فراشها + نؤومُ الضحى لم تَنْتَطِقْ عن تفضّلِ


شرح الكلمات:

الإضحاء: مصادفة الضحى، وقد يكون بمعنى الصيرورة أيضًا، ويقال أضحى زيد غنيًّا أي: صار ولا يراد به أنه صادف الضحى على صفة الغنى، ومنه قول عدي بن زيد:
ثم أضحوا كأنهم ورق جَفَّ ... فألوت به الصبا والدَّبور
الدبور: ريح تهب من المغرب تقابل الصبا التي تسمى القبول
أي صاروا. الفتيت والفتات: اسم لدقائق الشيء الحاصل بالفَتِّ.
قوله: نؤوم الضحى، عطَّل نؤومًا عن علامة التأنيث لأن فعولًا إذا كان بمعنى الفاعل يستوي لفظ صفة المذكر والمؤنث فيه، يقال: رجل ظلوم وامرأة ظلوم ومنه قوله تعالى: {تَوْبَةً نَصُوحًا} [التحريم: 8].
قوله: لم تنتطق عن تفضل، أي بعد تفضل كما يقال: استغنى فلان عن فقره أي: بعد فقره؛ والتفضل: لبس الفضلة، وهي ثوب واحد يلبس للخفة في العمل.

معاني البيت:

يقول: تصادف العشيقة الضحى ودقائق المسك فوق فراشها الذي باتت عليه، وهي كثيرة النوم في وقت الضحى، ولا تشد وسطها بنطاق بعد لبسها ثوب المهنة، يريد أنها مخدومة منعَّمة تُخدم، ولا تَخدم، وتلخيص المعنى: أن فتات المسك يكثر على فراشها وأنها تكفى أمورها فلا تباشر عملًا بنفسها. وصفها بالدعة والنعمة وخفض العيش وأن لها من يخدمها ويكفيها أمورها.

تحليل البيت:

البيت هو من معلقة امرئ القيس، وقوله: "وتضحي فتيت المسك فوق فراشها" أي: يبقى فتيت المسك إلى الضحى فوق فراشها، وهو كناية عن طيب جسدها، وقيل: معناه كأن فراشها فيه المسك من طيب جسدها.
وقوله: "نؤوم الضحى لم تنتطق عن تفضل" أي: هي كثيرة النوم في وقت الضحى لأنها تكفى أمورها، فلا تباشر عملًا بنفسها، ولذا فإنها لا تشد وسطها بنطاق لأجل العمل، فهي مخدومة منعمة تخدم، ولا تخدم.
وهذا البيت يصف جمال ودلال ونعومة المحبوبة، كما يصف حياتها الرفاهية.

الخصائص الفنية:

وهناك بعض المحسنات البديعية في البيت، منها:
  • التشبيه في قوله: "فتيت المسك فوق فراشها".
  • الاستعارة المكنية في قوله: "نؤوم الضحى".
  • المجاز المرسل في قوله: "لم تنتطق عن تفضل".
وهذا البيت من أجمل أبيات امرئ القيس، ويعكس عبقريته الشعرية.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال