شرح وتحليل: تَسَلّتْ عَماياتُ الرّجالِ عَنِ الصِّبا + وليسَ فؤادي عن هواكِ بِمُنْسَلِ



تَسَلّتْ عَماياتُ الرّجالِ عَنِ الصِّبا + وليسَ فؤادي عن هواكِ بِمُنْسَلِ

  • سلا فلان عن حبيبه يسلو سلوًا، وسلى يسلي سًلِيًّا، وتسلّى تسليًا، وانسلى انسلاء أي زال حبه من قلبه أو زال حزنه.
  • العماية والعمى واحد والفعل عمي يعمى. زعم أكثر الأئمة أن في البيت قلبًا تقديره: تسلت الرجالات عن عمايات الصبا أي خرجوا من ظلماته وليس فؤادي بخارج من هواها.
  • وزعم بعضهم أن عن في البيت بمعنى بعد، تقديره: انكشفت وبطلت ضلالات الرجال بعد مضي صباهم، وفؤادي بعد في ضلالة هواها.

المعنى:

وتلخيص المعنى: أنه رغم أن عشق العشاق قد بطل وزال وعشقه إياها باقٍ ثابت ولا يزول ولا يبطل.

الشرح:

يقول الشاعر في هذا البيت أن الرجال قد سُلّوا من عمايات الصبا، أي خرجوا من ظلماته، لكن قلبه لم يسلم من حبّ حبيبته، ولم ينسَ هواها.

التأويل:

اختلف النحاة في تفسير البيت، فذهب بعضهم إلى أن "عن" في البيت بمعنى "بعد"، أي أن ضلالات الرجال قد انكشفت وبطلت بعد مضي صباهم، بينما بقي فؤاده في ضلالة هواها. بينما ذهب البعض الآخر إلى أن "عن" في البيت بمعنى "من"، أي أن الرجال قد سُلّوا من عمايات الصبا، لكن قلبه لم يسلم من حبّ حبيبته.

الجماليات:

  • الصورة: استخدم الشاعر صورة تشبيهية لوصف حالة الرجال الذين سُلّوا من عمايات الصبا، حيث شبّههم بمن خرج من ظلمات الليل إلى نور النهار.
  • المبالغة: عبّر الشاعر عن شدة تعلّقه بحبيبته من خلال المبالغة في قوله "وليسَ فؤادي عن هواكِ بِمُنْسَلِ"، أي أن حبه لها لا يمكن أن ينسى أو يزول.
  • الموسيقى: اهتمّ الشاعر بجماليات الصّوت في البيت من خلال استخدام التّكرار في "تسلت" و "صبا" و "هواكِ".

التأثير:

يُؤثّر هذا البيت على القارئ من خلال التعبير عن مشاعر الحبّ الدائمة التي لا يمكن أن تُنسى، حتى بعد أن يزول شباب الإنسان.


ليست هناك تعليقات