شرح وتحليل: ويومَ دخلتُ الْخِدرَ خدرَ عُنَيزَةٍ + فقالتْ لكَ الوَيلاتُ إنَّك مُرْجِلي



ويومَ دخلتُ الْخِدرَ خدرَ عُنَيزَةٍ + فقالتْ لكَ الوَيلاتُ إنَّك مُرْجِلي


شرح الكلمات:

الخدر: الهودج، والجمع الخدور، ويستعار للستر والحجلة2 وغيرهما، ومنه قولهم: خدرت الجارية، وجارية مخدَّرة أي: مقصورة في خدرها لا تبرز منه، ومنه قولهم: خدر الأسد يخدر خدرًا وأخدر إخدارًا إذا لزم عرينه؛ ومنه قول ليلى الأخيلية: [الطويل]:
فتى كان أحيا من فتاة حيية + وأشجع من ليث بخفان خادر
وقول الشاعر: [الرجز]:
كالأسد الورد غدا من مخدره
والمراد بالخدر في البيت الهودج.
عنيزة: اسم عشيقته وهي ابنة عمه، وقيل: هو لقب لها واسمها فاطمة، وقيل: بل اسمها عنيزة وفاطمة غيرها.
قوله: فقالت لك الويلات، أكثر الناس على أن هذا دعاء منها عليه.
والويلات: جمع ويلة، والويلة والويل: شدة العذاب، وزعم بعضهم أنه دعاء منها له في معرض الدعاء عليه، والعرب تفعل ذلك صرفًا لعين الكمال عن المدعو عليه.
ومنه قولهم: قاتله الله ما أفصحه! ومنه قول جميل: [الطويل] :
رمى الله في عيني بثنية بالقذى ... وفي الغر من أنيابها بالقوادح
ويقال: رَجِلَ الرجُل يرجل رَجَلًا فهو راجل، وأرجلته أنا صيرته راجلًا. خدر
عنيزة بدل من الخدر الأول، والمعنى: يوم دخلت خدر عنيزة، وهذا مثل قوله تعالى: {لَعَلِّي أَبْلُغُ الأَسْبَابَ، أَسْبَابَ السَّمَوَاتِ} [غافر: 36، 37] ومنه قول الشاعر: [البسيط]:
يا تيم تيم عدي لا أبا لكمو + لا يلفينكمو في سوأة1 عمر
وصرف عنيزة لضرورة الشعر وهي لا تنصرف في غير الشعر للتأنيث والتعريف.

معاني البيت:

يقول: ويوم دخلت هودج عنيزة فدعت عليّ أو دعت لي في معرض الدعاء عليّ، وقالت: إنك تصيرني راجلة لعقرك ظهر بعيري، يريد أن هذا اليوم كان من محاسن الأيام الصالحة التي نلتها منهن أيضًا.

التحليل:

يتميز البيت بتصويره الجميل للجمال الأنثوي. فالخدر يرمز إلى الجمال الأنثوي، ودخول الشاعر إلى الخدر يرمز إلى رغبته في الوصول إلى هذا الجمال. كما يتميز البيت بتصويره الدقيق لمشاعر عنيزة، فهي تشعر بالحزن والأسى لأنها تعلم أن الشاعر سيتركها قريبًا.

الرمزية:

الخدر يرمز إلى الجمال الأنثوي، ويرمز إلى المرأة نفسها. والويلات ترمز إلى ندم عنيزة على هجرها للشاعر.

الأساليب الأدبية:

يستخدم الشاعر في البيت أسلوب الوصف، حيث يصف الخدر وعنيزة. كما يستخدم أسلوب التعجب، حيث يقول "لكَ الوَيلاتُ"، للتعبير عن ندم عنيزة.

الخاتمة:

يعد البيت من أجمل ما قيل في الغزل العربي، فهو يجمع بين جمال الصورة وصدق المشاعر.



0 تعليقات:

إرسال تعليق