ذكرت المصادر التاريخية الكثير من المعلومات المفيدة عن المواقع الأثرية والتاريخية في الجزيرة العربية ,. كما كان لظهور الأبحاث العلمية المنظمة عن آثار لجزيرة العربية في المملكة العربية السعودية ودول الخليج العربي دور بارز في إلقاء الضوء على معلومات جديدة وهامة عن الجزيرة العربية بشكل عام والمملكة بشكل خاص.
هذا بالإضافة إلى أعمال المسح الأثري والتنقيب التي قامت بها وكالة الآثار والمتاحف في المملكة، إضافة إلى المعلومات السابق اكتشافها عن توفر المعلومات والبيانات الإحصائية التي تجسد شبكة العلاقات الحضارية الواسعة التي شهدتها جزيرة العرب في تاريخها مع الحضارات القديمة.
قد دلت الاكتشافات الأثرية الاخيرة على أن المملكة العربية السعودية قد استقر بها الإنسان الأول على نطاق واسع. حيث تم الكشف عن دلالئل فعلية لوجود مواقع في المملكة ترجع إلى حوالي 750.000 سنة سنة ق.م وهي فترة العصر الحجري القديم وتتمثل في الأدوكات الحجرية التي وجدت في كل من مواقع صفاقه، وادي فاطمة والشويحطية.
كما وجدت في المملكة دلائل فعلية من العصر الحجري الوسيط تؤرخ بـ " 50.000 " سنة ق.م تقريباً في كل من موقع جبة وموقع بئر حما، ووجدت أيضاً دلائل فعلية ترجع إلى العصر الحجري الحديث تؤرخ تقريباً في كل من موقع جبة وموقع بئر حما، ووجدت أيضاً دلائل فعلية ترجع إلى العصر الحجري الحديث تؤرخ بحوالي "10.000" سنة ق.م وتتركز مواقع هذه الحقبة في كل من المنطقة الشرقية والمنطقة الشمالية، وفي غضون هذه الفترة المعروفة بفترة المعرفة بفترة العبيد في المملكة والتي تؤرخ بحوالي "5.000" – 3.500" سنة ق.م وقد ظهرت في هذا التاريخ بدايات صناعة الفخار.
إن أولى المستوطنات المدنية في المملكة العربية السعودية ظهرت في الألف الثالث ق.م كما ان بدايتها قد تركزت على ساحل الخليج العربي، وكان ذلك نتيجة مباشرة للإتصالات الأولية مع بلاد الرافدين، واتساع العلاقات التجارية القديمة التي تركزت على طول طرق تجارة الخليج العربي أثناء الالف الثالث قبل الميلاد.
أما الألف الثاني قبل الميلاد فقد شهد تطور مجموعة من المدن ذات الأسوار الكبيرة وخاصة في المناطق الوسطى والشمالية والشمالية الغربية من المملكة.
ومن أهم هذه المدن مدينة تيماء، ديدان ( العلا الحديثة)، ثاج، دومة الجندل، " قرية" الفاو حيث وجد فيها أول شبكة لنظام الري القديم، وقد تركزت هذه المدن على طرق التجارية القديمة.
كما شهد الألف الأول ق . م نمواً سريعاً في المدن ذات الأسوار التي ظهرت بدايتها في الألف الثاني ومنها مراكز علىطول وادي السرحان الذي عرف باسم "بوابة الجزيرة العربية الشمالية" وصاحب هذا تطور مماثل في منطقة نجد وعلى امتداد وادي الدواسر تمثله " دولة كندة" التي جعلت " قرية " الفاو مركزاً سياسياً وحضارياً في قلب الجزيرة العربية.
ومن أهم التطورات خلال الألف الأول ق.م أيضاً ما حدث في الشمال الغربي للمملكة في أراضي " مدين " من تمركز ممالك متعاقبة مثل مملكة ديدان ، فمملكة لحيان في العلا.
وفي القرن الأخير من الألف الاول ق . م ظهر في شمال غرب الجزيرة قوة مسيطرة تتمثل في مملكة الأنباط التي حلت محل الممالك المتعاقبة في وقت مبكر من تاريخ ومن أهم مدنها الحجر "مدائن صالح".
يعتبر ظهور الإسلام منعطفاً حاسماً في تاريخ شبه الجزيرة العربية حيث حققت الدولة الإسلامية الناشئة أول وحدة شاملة لأجزاء شبه الجزيرة العربية المختلفة، وقد أثرت الجزيرة تأثيراً فعالاً في المرحلة الأساسية، من تكوين الدولة الإسلامية بدءاً من فترة البناء وما تلاها من مراحل التوسع والانتصارات في العصر الذهبي للإسلام.
وحينما انتقلت مراكز الثقل السياسي من شبه الجزيرة العربية إلى بلاد الشام فالعراق في عصر الدولة الأموية فالعباسية استمر النمو الحضاري في معظم أجزاء الجزيرة حيث أنشئت الطرق التجارية وطرق الحج في زمن الأمويين ثم العباسيين بصفة خاصة، حيث أقاموا مرافق حيوية عديدة لخدمة قوافل الحج والتجارة، تتمثل في إنشاء المنازل والمحطات وبناء البرك والسدود وحفر الآبار والعيون والقنوات والقلاع والحصون ولا تزال آثارها باقية على كل من درب زبيدة وطريق الحج المصري والشامي وطريق الحج اليمني.
وقد تأثرت شبه جزيرة العرب أيضاً بما آل إليه حال الخلافة الإسلامية من الإضمحلال والتزق في عصورها المتأخرة أثناء الحكم العثماني.
ومنذ منتصف القرن الحادي عشر الهجري ظهرت بالمنطقة قوة جديدة هي الدولة السعودية بفترتيها الأولى والثانية التي حكمت أغلب أرجاء الجزيرة العربية حتى أوائل القرن الرابع عشر الهجري حيث قام الملك عبد العزيز ابن عبد الرحمن آل سعود (يرحمه الله) بتوحيد أقاليم المملكة العربية السعودية التي خطت وبكل ثقة نحو آفاق المستقبل ولا تزال تخطو بخطوات أسرع وأكثر ثقة واطمئناناً وهي اليوم تعيش عهدها الزاهر عهد التطور والنماء عهد العلم والمعرفة.
التسميات
آثار إسلامية