تعتبر جامعة بولونا أهم جامعات البحر الأبيض المتوسط وأضخمها من حيث النشأة والنمو.
والمعوف أن هذه الجامعة جاءت وليدة الدراسات القانونية في القرن الثاني عشر على أيام أرنويوس.
وبفضل شهرة بولونا قصدها الطلاب من مختلف أنحاء العالم البعيدة.
هذه الجموع المغتربة والفقيرة من الطلاب كانوا بمثابة النواة الأولى التي نشأت منها الجامعة.
فقد نظم هؤلاء الطلبة أنفسهم في نقابات تساعدهم في شؤون المأكل والمشرب والمأوى والكتب بل سرعان ما أصبحت تتحكم حتى في هيئة التدريس لأن دخل الأساتذة كان متوقفاً على مقدار ما يحصل عليه من طلبته مما جعل رئيس هذه النقابة الرئيس الفعلي للجامعة.
وسرعان ما أنشأ كذلك المدرسون نقابة خاصة بهم واضعين منها شروطا لمنح إجازة التدريس والسماح أي عضو جديد بالدخول في النقابة.
ومن هذين النوعين من النقابة تمت النظم الجامعية وتطورت في العصور الوسطى.
ولقد طغت الروح العلمانية على جامعة بولونا بعكس ما جرى في غيرها من الجامعات فلم يكن في بولونا كلية دينية على الإطلاق قبل سنة 1364م، بل حل القانون الكنسي بها محل علم اللاهوت.
