سفارات دار الخلافة إلى أباطرة بيزنطة.. احتواء الأرمن وتعهد جستيان إبعاد الجراجمة عن الحدود العربية الإسلامية مقابل دفع مبلغ ألف دينار ذهب من قبل المسلمين إلى بيزنطة



في سنة (48هـ/ 668م) أرسل الخليفة معاوية بن أبي سفيان سفارة إلى أهل أرمينية، يطلب منهم الاعتراف بسلطانه، والدخول في حماية المسلمين واستجابوا له، لذلك نصب معاوية على أرمينية واليا مسلما عليها.

ويبدو إن الخليفة معاوية استفاد من الظروف الدولية وقتذاك متمثلة بسوء علاقة صاحب الأرمن (سابور) مع قسطنطين الرابع، إذ التقى السفيران الموفدان من الأخيرين إلى الخليفة معاوية في دمشق، ولذلك نجحت سفارة معاوية في احتواء الأرمن.

وفي سنة (66هـ/ 685م) أرسل الخليفة عبد الملك بن مروان سفارة إلى بيزنطة، فأجرى الوفد العربي مفاوضات توصل إلى عقد هدنة، وبموجبها تدفع الدولة العربية الإسلامية مبلغا من المال كل أسبوع إلى بيزنطة، بهدف الحفاظ على دماء المسلمين.

والهدف من هذه التنازلات السياسية والسيادية كانت بهدف القضاء على الفتن الداخلية والاضطرابات التي جابهت الخليفة عبد الملك إبان توليه سدة الخلافة.

وفي سنة (70هـ/ ص 689م) تجدد لقاء سفراء العرب المسلمين، متمثلة بخلافة عبد الملك، والبيزنطيين متمثلة بسلطة الإمبراطور جستنيان، واتفق الوفدان على مبادئ بموجبها تجديد مبادئ المعاهدة السابقة، مقابل تعهد جستيان إبعاد  الجراجمة عن الحدود العربية الإسلامية مقابل دفع مبلغ ألف دينار ذهب من قبل المسلمين إلى بيزنطة.

وفي سنة (74هـ/ 693م) أرسل الخليفة عبد الملك بن مروان الفقيه عامر بن شراحيل الشعبي موفدا له إلى إمبراطور بيزنطة جستنيان، اثبت السفير الشعبي مهارة فائقة في إيصال رسالة الخليفة إلى جستيان الإمبراطور البيزنطي، ويروى أن الأخير أراد قتل السفير العربي الشعبي فتمكن الأخير من الإفلات.