أهمية علم الجغرافيا بالنسبة للإنسان.. إعداد المواطن ليشارك بفاعلية فى بيئته وتقديم المعارف والمهارات اللازمة لاستغلالها



علم الجغرافيا مثل الماء والهواء في الأهمية لكل إنسان.

والإنسان جغرافي بالفطرة منذ أن وجد أبونا آدم إلى الآن، بحيث تطور من حياة الجمع والالتقاط والصيد والقنص ثم الاستقرار والزراعة ثم الصناعة، وتطور سكنه من كوخ بسيط يتكون من جذوع الأشجار ثم كوخ من الخشب أو الجلد يقيه حر الصيف وبرد الشتاء، ثم منزل من الطوب اللبن ثم منزل خرساني وقرية صغيرة ثم بلدة ثم مدينة كبيرة.

وهذا التطور الذي حدث للإنسان نتيجة لتطور معرفته الجغرافية للبيئة التي يعيش فيها بحيث يؤثر فيها وتؤثر فيه جغرافياً.

ونتيجة لمعرفة الفصول وتغيير المناخ بها استطاع أن يغير ملبسه ومأكله.

وهذا ما يقال عليه في الجغرافيا بالحتم البيئي وهذا باختصار يبين أن الجغرافيا فى دم الإنسان ، والإنسان جغرافي بالفطرة.

وعلى ذلك تعتبر الجغرافيا على جانب كبير من الأهمية، فالجغرافية لم تعد ترفاً يمكن الاستغناء عنها، بل هى أساسية فى إعداد المواطن ليشارك بفاعلية فى بيئته.

ويمكن للجغرافية أن تحقق ذلك من خلال ما تحققه للفرد من أهداف عدة.
حيث تقدم للفرد المعارف والمهارات اللازمة لاستغلال البيئة وحل مشكلاتها.

وكذلك ما تكسبه للفرد من عادات ذهنية تساعده على التفكير بطريقة علمية فى مواجهة ما يعترضه فى بيئته ومجتمعه، مع عدم إغفال الجوانب الوجدانية للفرد، لما لهذا الجانب من أهمية فى بناء الشخصية السوية.

إذ لم تعد الجغرافيا أوصافاً جافة لسطح الأرض وتقديرات مجردة عن عدد السكان وأرقام إحصائية عن الإنتاج، بل أصبحت اليوم موضوعاً يقوم على التحليل والتعليل ويرمى إلى اتخاذ دور إيجابي فى خدمة الفرد والمجتمع والإنسانية جمعاء.

كما أن الجغرافيا لم تعد مادة للتسلية أو الوقوف على أخبار الشعوب وغرائب الحياة فى العالم.

وهي ليست مجرد ثقافة أكاديمية أو تدريبات عقلية وإنما أصبحت دراستها ضرورة من ضرورات الحياة وعنصراً أساسياً من عناصر التنمية الاقتصادية والاجتماعية.