شرح وتفسير سورة عبس.. دلائل القدرة والوحدانية في خلق الإنسان والنبات والطعام والحديث عن القيامة وأهوالها وشدة ذلك اليوم العصيب



سورة عبس:

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ:
﴿عَبَسَ وَتَوَلَّى . أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى . وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى . أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى . أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى . فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى . وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى . وَأَمَّا مَنْ جَاءَكَ يَسْعَى . وَهُوَ يَخْشَى . فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى . كَلَّا إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ . فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ . فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ . مَرْفُوعَةٍ مُطَهَّرَةٍ . بِأَيْدِي سَفَرَةٍ . كِرَامٍ بَرَرَةٍ . قُتِلَ الْإِنْسَانُ مَا أَكْفَرَهُ . مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ©مِنْ نُطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ . ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ . ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ . ثُمَّ إِذَا شَاءَ أَنْشَرَهُ . كَلَّا لَمَّا يَقْضِ مَا أَمَرَهُ . فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ إِلَى طَعَامِهِ . أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاءَ صَبًّا . ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا . فَأَنْبَتْنَا فِيهَا حَبًّا . وَعِنَبًا وَقَضْبًا©وَزَيْتُونًا وَنَخْلًا . وَحَدَائِقَ غُلْبًا . وَفَاكِهَةً وَأَبًّا . مَتَاعًا لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ . فَإِذَا جَاءَتِ الصَّاخَّةُ . يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ . وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ . وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ . لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ . وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ . ضَاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ . وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ . تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ . أُولَئِكَ هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ﴾.

شرح المفردات:

  • عبس: قطب وجهه عند الغضب أي جمع حاجبيه.
  • أن جاءه: بسبب مجيئه.
  • تولى: أدبر، أعرض عنه، لم يلتفت إليه.
  • يذكر: يتعظ. 
  • تصدى: تقبل عليه بوجهك وحديثك.
  • وما عليك: لا لوم عليك.
  • سفرة بررة: ملائكة مطيعين. 
  • قتل: لعن.
  • أنشره: بعثه حيا بعد الموت.
  • قضب: ما يأكله الإنسان من نباتات طرية.
  • حدائق غلب: أشجارها كثيرة ذات أغصان ملتفة.
  • الأبّ: الكلأ في المرعى.
  • الصاخة: صيحة يوم القيامة تصم الآذان.
  • يغنيه: يصرفه ويشغله عن غيره. 
  • مسفرة: منيرة، مشرقة متهللة من الفرح.
  • ترهقها قترة: يعلوها سواد بسبب الحزن. 
  • الفجرة: العصاة، المتعدون لحدود الله.

التعريف بسورة عبس:

سورة عبس مكية من المفصل، عدد آياتها 42 أية، ترتيبها 80 في المصحف الشريفـ، نزلت بعد سورة النجم، تبدأ بفعل ماض (عبس) لم يذكر في السورة لفظ الجلالة كما ذكرت السورة قصة عبد الله بن أم مكتوم، تسمى أيضا (الصافة – والسقرة)، يدور محور السورة حول شؤون تتعلق بالعقيدة وأمر الرسالة كما أنها تتحدث عن دلائل القدرة والوحدانية في خلق الإنسان والنبات والطعام وفيها الحديث عن القيامة وأهوالها وشدة ذلك اليوم العصيب.

ما ترشد إليه الآيات:

الآيات من 1 إلى 10: 

في هذه الآيات: 
  • لوم لرسول الله على انشغاله عن المؤمن وإقباله على سادة قريش حرصا منه على إسلامهم. 
  • الحث على معاملة الناس على أساس الحق والعدل لا على أساس المال والنسب والجاه. 
  • إثبات لصدق نبوة ورسالة محمد ﷺ. 
  • ثناء على عبد الله بن أم مكتوم وشهادة له من الله بالإيمان والتقوى ودعوة للاقتداء به في طلب العلم مهما كانت الظروف. 

الآيات من 11 إلى 16: 

في هذه الآيات: 
  • تأكيد على أن القرآن أحسن تذكرة وأبلغ موعظة للإنسان. 
  • تأكيد على أنه محفوظ من الله فلا يحرف أبدا. 

الآيات من 17 إلى 23: 

في هذه الآيات: 
  • ذكر لجزاء الكافر وهو اللعنة في الدنيا والعقاب الشديد في الآخرة. 
  • تذكير بمبدأ خلق الإنسان وهدايته وموته ومبعثه ومحاسبته على أعماله. 
  • تذكير ببعض نعم الله عليه التي تستوجب الشكر: خلقه في أحسن صورة وهداه إلى الإيمان وسلحه بالعقل. 

الآيات من 24 إلى 32:

في هذه الآيات: 
  • دعوة للإنسان لتأمل الطعام الذي يتمتع به هو وأنعامه ليدرك قدرة الله وفضله عليه ورحمته به حيث ضمن له رزقه.

الآيات من 33 إلى 42: 

في هذه الآيات: 
  • تذكير بوقوع يوم القيامة وبيان أن الإنسان لا ينفعه إلا عمله الصالح. 
  • وصف لحال المؤمنين الفائزين برضوان الله. 
  • وصف لحال الكفار والمنافقين الذين تكفهر وجوههم من الندم والحسرة.