الحكم الروماني للقدس.. حصار الإمبراطور الروماني تيطوس المدينة وتدميرها انتقاماً من اليهود الذين أخذوا يشيعون الفوضى ويخرجون على القانون

في عام 63ق.م أخذ بوميي Pompey القائد الروماني القدس منهيا بذلك حالة الفوضى التي عاشتها المملكة السلوقية في آخر أيامها.

وقد سمح القادمون الجدد بشيء من الحكم الذاتي لليهود فنصبوا عليهم هيرود الأدومي الذي اعتنق الديانة اليهودية كحاكم روماني وظل يحكمها حتى عام 4ق.م.

وتحالف هيرود مع الأنباط في البتراء وحتى عام40ق.م سمى نفسه حاكم الجليل كما كان صديقا لمارك أنطونيو وبعد لأوكتافيوس ولأغسطس وفي عام 6م أصبح الجزء الجنوبي من فلسطين مقاطعة رومانية من الدرجة الثالثة تحت حكم Pro-curator.

في عام 70م تسبب اليهود في تدمير مدينة القدس عندما أخذوا يشيعون الفوضى ويخرجون على القانون فحاصر الإمبراطور الروماني تيطوس Titus المدينة ودمَّرها انتقاماً منهم.

وبعد ذلك سمح لهم بالعودة إليها والإقامة فيها إلا  أنَّهم عادوا إلى المشاغبة والخروج على القانون ففي عام 115 ثاروا من جديد وفي عام 132 قاموا بثورة تمكنوا بعدها من السيطرة على مدينة القدس، إلا أنَّ الإمبراطور هادريان تمكن عام 135م من إخماد تلك الثورة ودمَّر القدس وحرث موقعها، وأعاد تخطيطها كمستعمرة رومانية وبنيت وفق مخطط مربع به شارعان رئيسيان وفق مخطط المعسكرات الرومانية وسميت ايليا كابيتوليتا Aelia-Capitolina.

وقد اكتشف هاملتون Hamiltonعام 1937 بعض أجزاء من سورها بالقرب من باب دمشق هذا بالاضافة إلى الأجزاء الأخرى التي نشرها السيد C.Schmick في عامي 1878 و 1889 لقد أوضحت تنقيبات هاملتون أن ايليا كابيتولينا بنيت أصلاً كمدينة مسورة ولكنها كانت مدينة مفتوحة كمعظم المدن بالإمبراطورية الرومانية.

هذا وقد عثر على نقش يشير إلى أنَّ المدينة كرست للأباطرة الأنطونيين.
وعليه فإن سور المدينة لا يمكن أن يرقى إلى ما قبل القرن الثالث قبل الميلاد وقد تأكدت هذه الحقيقة عن طريق اللقى الفخارية.