العلاقة بين الغزل والرثاء.. التعبير عن معنى الألم والأسى سواء أكان ذلك بكاء على عزيز أم ندبا على حبيبة



ما هو الغزل؟

الغزل في الشعر العربي لغة الوجدان والعواطف، تلك اللّغة التي يعبّر بها شاعر الغزل عن مكنون مشاعره، وأحاسيسه الدفينة، وهو يصف مفاتن المرأة، سواء أكانت تلك المفاتن حسيّة أم معنويّة.
والغزل من الأغراض الشعرية التي تمتاز بأنها مجموعة من التجارب الذاتيّة الخاصّة التي تعبر عن نظرات اجتماعية في المرأة والحياة، وبذلك يتبوّأ الغزل مكانة مرموقة بين أغراض الشّعر الأخرى.

الغزل في بنية القصيدة العربية:

إنّ المطالع الغزلية في الشعر العربي، وقصائد الغزل الكثيرة تطّرد فيها رنّة حزينة باكية، تبدو في بعض الأحيان مظهراً سوداويا، يصوّر بعض تشاؤميّة الشاعر في نظرته إلى المرأة والجمال.
وينهض العامل النفسي والاجتماعي بدور كبير في خلْق مفهوم الألم في المقدمّة الغزليّة.

الرثاء:

فالوقوف على الأطلال، والبكاء عليها، والتحسّر على الذكريات الماضية... هي رموز لتجربة الألم التي يجد الشّاعر فيها راحة نفسيّة يطمئن إليها في التعبير عن بعض مشاعره الحسيّة.

العلاقة بين الغزل والرثاء:

أما الرّثاء فيشترك مع شعر الغزل في التعبير عن معنى الألم والأسى. سواء أكان ذلك بكاء على عزيز، أم ندبا على حبيبة.
والرّثاء في رسمه لصوره الباكية الحزينة، ينتزع تشبيهاتة وأخيلته من واقع الأحداث المرتبطة بصاحب المرثاة، فلا غرابة إذا ما تفاعل الرّثاء بواقع الحياة، وعبّر عن بعض هموم الشاعر ومشاعره عن طريق الحزن واللوعة والتحسّر والبكاء.
إنّ رثاء الحبيب لحبيبه، أو الزوج لزوجه، أو الأخ لأخيه...لا يختلف كثيراً في مظهره الحزين عن شعر الغزل الباكي، والذي يرثي به الشاعر تجربته وخيبة أمله.


0 تعليقات:

إرسال تعليق