العمليات الجيومورفولوجية.. التغيرات الفيزيائية والكيميائية التي تلعب الدور الأساس في تطور التضاريس. العمليات البانية للقارات أو المرتبطة بالنشاط البركاني



إن كل العمليات والقوانين التي تؤدي دورها الآن كانت تعمل ايضا خلال الزمن الجيولوجي، غير أنه ليس من الضرورة ان يكون عملها بنفس درجة الشدة التي عليها الآن.

لا بد لنا من ان نتعرف على مفهوم العملية الجيومورفولوجية قبل ان نشرح المقصود بهذه الفكرة. فالعملية الجيومورفولوجية تعني القوة التي غيرت وما تزال تغير من مظاهر سطح الارض في الماضي وفي الحاضر.

وتضم العمليات الجيومورفولوجية كافة التغيرات الفيزيائية والكيميائية التي تلعب الدور الأساس في تطور التضاريس.
وهي اما عمليات جيومورفية باطنية internal أو عمليات ظاهرية external.

ويعتقد معظم الباحثين في حقل الجيومورفولوجيا ان محور عمل هذا العلم ينحصر في الاغلب على دراسة هذه العمليات ودراسة آثارها.
تضم العمليات الباطنية قوى متعددة هي:
1- العمليات البانية للقارات epirogenic
2- العمليات البانية للسلاسل الجبلية orogenic
3- العمليات المرتبطة بالنشاط البركاني.
4- العمليات المسببة للزلازل نفسها.

ويبدو ان القوى التي تسبب تلك العمليات مرتبطة ارتباطا وثيقا بالنشاط التكتوني الباطني للقشرة الارضية.

وقد لعبت دورا مهما في بناء التضاريس الكبرى على سطح الارض حيث تتميز عن العمليات الظاهرية بانها بنائية constructional.

تحوي العمليات الظاهرية مجموعة متنوعة من القوى التي تلعب دورا مهما في تكوين التضاريس على القارات فقط تقريبا.

ويمكن حصرها بـ:
1- التجوية.
2- المياه السطحية الجارية.
3- الجليد والثلاجات.
4- الرياح.
5- الامواج.
6- المياه الباطنية.

ويعتبر مجمل عمل هذه المجموعة هدميا destructional حيث تهدف في الاغلب الى تسوية التضاريس planation  والوصول بها الى قاعدة التعرية ولذلك يتعارض عملها عادة مع عمل المجموعة الاولى من العمليات الجيومورفولوجية.

ولولا النشاط المستمر للعمليات الباطنية لتلاشى وانتهى وجود التضاريس على سطح الارض في الوقت الحاضر.

يعنى ثورنبري بفكرته الاولى ان العمليات الظاهرية والباطنية كانت جميعها موجودة خلال الازمنة والعصور الجيولوجية الماضية، اذا لم تكن هناك أية عملية غير موجودة الآن او بالعكس لا توجد عملية جيومورفولوجية حالية كانت غير موجودة خلال الازمنة والعصور الجيولوجية.

فالانهار والثلاجات وعوامل الجو والرياح والامواج والمياه الباطنية وكذالك الحركات البنيوية المختلفة والنشاط البركاني كانت كلها موجودة خلال تاريخ الارض الجيولوجي.

غير ان الذي يجب ملاحظته ان شدة عمل هذه العمليات لم تسر بوتيرة واحدة طيلة تلك الفترة.

فقد اشتد خلال الفترات الجليدية التي حدثت في البلايستوسين نشاط كثير من العمليات الجيومورفولوجية وخاصة الجليد فتعرضت مساحات واسعة من سطح الارض الى اثر نهري واضح في الوقت الذي نراها فيه صحارى في الوقت الحاضر وخالية من المجاري النهرية.

كما ازداد نشاط التعرية العمودية للانهار بسبب ما اصابها من حالة اعادة الشباب.
وكانت الرياح مثلا، اشد تاثيرا في بعض العصور والفترات الجيولوجية وخاصة تلك التي يسود فيها الجفاف اذ تزداد مساحة الصحارى كما حدث من ترسيب للصخور الرملية خلال العصر الجوراسي.

كما ازداد نشاط المياه الباطنية خلال العصر البرمي والبنسلفاني.
ويتضح من هذه الامثلة الحقيقة الفكرة التي تقول ان كل العمليات الجيومورفولوجية الحالية كانت نفسها في الماضي غير ان درجة شدة عملها يمكن ان تكون مختلفة.