طرق المواد الصخرية المفككة بواسطة الرياح.. التعلق والقفز والدحرجة. الحركة الاضطرابية للرياح لنقل ذرات الرمال نحو الأعلى



تنقل المواد الصخرية المفككة بواسطة الرياح بطرق ثلاثة هي التعلق suspension والقفز saltation والدحرجة.

إن تفسير ميكانيكية عملية النقل التي تقوم بها الرياح معقدة غير انه يمكن ايجازها بالاتي: يوجد نطاق رقيق جدا يقع فوق سطح الارض مباشرة حيث لا توجد في هذا النطاق أي حركة للهواء ان لم تكن توجد فيه حركة ضعيفة جدا.

ويعتمد سمك هذا النطاق على حجم ذرات الصخور التي تغطي سطح الارض فاذا كان معدل قطر تلك الذرات 30ملم فان سمك ذلك النطاق سيكون ملم واحدا وتزداد سرعة الرياح بسرعة فوقة ذلك النطاق مع الارتفاع وتظهر فيها الدوامات وحركات اضطراب سريعة نحو الاعلى او الاسفل او نحو الجانبين اضافة الى الاتجاه العام لحركة الرياح.

وقد دلت التجارب على ان سرعة الحركة الصاعدة للهواء خلال تلك الدوامات يبلغ حوالى 5/1 معدل السرعة العامة للرياح وتلعب هذه الحالة دورا مهما في قابلية الحمل والنقل للرياح.

لقد اظهرت تحاليل المواد التي تنقلها الرياح انها تقع من حيث الحجم ضمن مجموعتين: مواد ذوات اقطار تقل عن 0.06 ملمتر والتي تصنف على انها غبار ومواد تزيد اقطار جزيئاتها عن ذلك والتي تصنف على انها رمال.

تلتقط ذرات الغبار التي تضم الذرات الناعمة من الطين والغرين الى الاعلى بواسطة الرياح وتنقل بطريقة التعلق تظل هذه الذرات مرفوعة بواسطة الحركات الدوامة وبذلك يمكن ان تنقل الى مسافات بعيدة تصل حتى 1610 كم. ويمكن للهواء ان يرفع الغبار لارتفاعات عظيمة.

فعلى سبيل المثال وصل سمك عاصفة غبارية حدثت في تشرين الثاني من عام 1933 في الولايات المتحدة الى ارتفاع 2740 م.

وكانت هذه العاصفة قد بدات في ولاية نبراسكا وولاية داكوتا الشمالية والجنوبية وسارة باتجاه ولاية نيويورك بمعدل سرعة يبلغ 69 كم في الساعة.

وقد غطت هذه العاصفة حوالي 1.500.000 كم2 ويعتقد بعض الباحثين انه يوجد فوق كل منطقة من سطح الارض غبار قادم اليها من مناطق اخرى.

ويتاكد هذا القول من حقيقة ان الرياح يمكن لها ان تنقل الغبار الى اماكن بعيدة عن مصادرها فعلى سبيل المثال يصل الغبار القادم من الصحراء الكبرى الى انكلترا احيانا رغم انها بعيده عنها بحوالي 3200كم .

وقد سجل وصول كميات من الغبار البركاني القادم من ايسلندا الى شبه جزيرة اسكندنافيا مرات عديدة .
ولقد قذف الرذاذ البركاني الى مستويات عالية في الهواء عند ثورة بركان كاركاتو في اندونيسيا في عام 1983 عالقا في الهواء لفترة طويلة بعد ان احاط بالارض احاطة كاملة.

وتستطيع عواصف الغبار ان تنقل كميات هائلة من ذرات الغبار من مكان الى اخر ففي عاصفة واحدة حدثت من 9-12 مارت 1901 وغطت مساحة قدرة بـ 750.000 كم من اليابسة و 440.000 كم2 من المحيط رسبت كمية من الغبار تقدر بـ 420 و 1.960 طن وكانت هذه العاصفة قادمة من الصحراء الكبرى باتجاه المحيط الاطلسي.

وقد سجلت مثل هذه الكمية من الترسيب في عواصف الغبار التي تحدث في استراليا والارجنتين وشرقي اسيا وفي كثير من الاقاليم الصحراوية الاخرى.

تنقل المواد التي تزيد اقطار ذراتها عن 0.06 ملم بطريقتي القفز والدحرجة على سطح الارض وتشبه عملية القفز تلك التي تقوم بها الانهار عند نقلها للمواد الخشنة الذرات على طول مجاريها.

إذ تقوم تيارات الهواء المرتفعة الى الاعلى بسبب الحركة الاضطرابية للرياح لنقل ذرات الرمال نحو الأعلى ثم تسقط هذه الذرات خلال حركتها الافقية مع الاتجاه العام للرياح ومن ثم يتكون مسار الذرات الصخور المتحركة يتالف من صعود قصير شبه عمودي مع نزول منحدر طويل نسبيا.

وتعيد تلك الذرة عند سقوطها على سطح الارض حركتها الثانية او انها تبدا القفز ثانية عند ارتطام بها ذرة رمل اخرى يعتمد ارتفاع الذي تصل اليه ذرات الصخور عند قفزها على مقدار سرعة حركة تلك الذرات الصخرية والتي تعتمد بدورها على مقدار سرعة الرياح وكذلك على طبيعة سطح الارض.

اذ يكون ذلك الارتفاع على السطوح الحصوية اكثر من الارتفاع الذي ينجم عن القفز فوق سطوح رملية ولا يمكن للقفز ان يزيد باي حال من الاحول عن 1.8 م فوق سطح الارض.