الطريق إلى النجاح: التربية قبل المدرسية ودورها في إعداد الأطفال للمستقبل

التربية قبل المدرسية:

التربية قبل المدرسية هي مرحلة تعليمية تبدأ من الولادة وتستمر حتى سن السادسة تقريباً. وهي مرحلة مهمة في نمو الطفل الجسدي والعقلي والعاطفي والاجتماعي.
التربية قبل المدرسية لها دور هام في التنشئة الاجتماعية للطفل و في توازن نموه وتفتح شخصيته وإعداده للتعليم  المدرسي وتشكيل الجوانب القاعدية  للشخصية وبناء الاتجاهات وبلورة الصور الأولية حول الذات واكتساب المهارات خاصة منها الحسية الحركية والتدرب على الاستقلالية والتفتح على المحيط وعلى الآخرين.

أهداف التربية قبل المدرسية:

تهدف التربية قبل المدرسية إلى تحقيق مجموعة من الأهداف، منها:
  • تنمية المهارات الجسدية: مثل المهارات الحركية الدقيقة والمهارات الحركية الكبيرة.
  • تنمية المهارات العقلية: مثل المهارات المعرفية والمهارات اللغوية.
  • تنمية المهارات الاجتماعية: مثل مهارات التواصل والتفاعل مع الآخرين.
  • تنمية المهارات العاطفية: مثل مهارات ضبط النفس والتحكم في المشاعر.

أساليب التربية قبل المدرسية:

تتنوع أساليب التربية قبل المدرسية، وتعتمد على فلسفة المؤسسة التعليمية وأهدافها. ومن أبرز هذه الأساليب:
  • التعلم باللعب: حيث يتعلم الأطفال من خلال اللعب والتفاعل مع البيئة المحيطة بهم.
  • التعلم التعاوني: حيث يتعلم الأطفال من خلال العمل الجماعي والتعاون مع بعضهم البعض.
  • التعلم القائم على المشروع: حيث يتعلم الأطفال من خلال مشاريع عملية وتطبيقية.

أهمية التربية قبل المدرسية:

للتربية قبل المدرسية أهمية كبيرة في تنمية الطفل، فهي تساعده على:
  • الاستعداد للمدرسة: حيث تساعده على اكتساب المهارات اللازمة للنجاح في المدرسة.
  • النمو الجسدي والعقلي والعاطفي والاجتماعي: حيث تساعده على النمو الشامل في جميع جوانب حياته.
  • بناء الثقة بالنفس والاستقلالية: حيث تساعده على الاعتماد على نفسه واتخاذ القرارات.

الرعاية المنزلية:

بالإضافة إلى المؤسسات التعليمية، فإن الرعاية المنزلية مهمة أيضاً في تربية الأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة. حيث يمكن للوالدين أو مقدمي الرعاية الآخرين توفير بيئة تعليمية مناسبة للأطفال من خلال:
  • توفير اللعب والنشاط: حيث يساعد اللعب على تنمية المهارات الجسدية والعقلية والعاطفية والاجتماعية للأطفال.
  • التواصل والتفاعل مع الطفل: حيث يساعد التواصل والتفاعل مع الطفل على تنمية مهارات اللغة والتواصل لديه.
  • توفير الحب والدعم: حيث يساعد الحب والدعم على تنمية الثقة بالنفس والاستقلالية لدى الطفل.

السنة التحضيرية:

وتعتبر السنة التحضيرية تتويجا للتربية قبل المدرسية إذ تهدف إلى تمكين الطفل من اكتساب جملة من الاقتدارات تشكل قاعدة صلبة  وضرورية، ينطلق منها لاكتساب المهارات اللاحقة وبناء المعرفة المهيكلة عند الشروع في التعليم المدرسي.

أهداف السنة التحضيرية:

والسنة التحضيرية ليست مجرد حيز زمني  يتوج التربية قبل المدرسية ويسبق التعليم المدرسي بقدر ما هي استغلال مهيكل  للزمن في علاقته بمختلف مظاهر نمو الطفل في فترة يكون فيها النمو في أوج حركيته وأوفر فتراته تشكلا وعطاء وهو ما يتيح تحقيق أهداف متنوعة:
  • تعرف الذات والتحكم في الجسم.
  • اكتشاف المحيط الطبيعي والاجتماعي.
  • التكيف مع المحيط  والتواصل مع  الآخرين.
  • التدرب على تحقيق الاستقلالية.
  • التهيؤ للتعلمات الأساسية.
  • التأهل للتكيف مع متطلبات التعليم المدرسي.

إعداد الأطفال وتأهيلهم للتعلمات الأساسية:

من هذا المنطلق تغدو السنة التحضيرية بمثابة الجسر الذي يؤمن المرور الطبيعي للطفل من مرحلة التربية قبل المدرسية إلى التربية النظامية وما تتطلبه من قدرة على التكيف مع مختلف متطلبات الدراسة.
كما أن التربية قبل المدرسية وخاصة السنة التحضيرية منها  تسهم بصورة كبيرة في إعداد الأطفال وتأهيلهم للتعلمات الأساسية اللاحقة خاصة في مجال القراءة والكتابة والرياضيات عن طريق مساعدة هؤلاء على اكتساب جملة من الاقتدارات القبلية الضرورية لمزاولة التعليم المدرسي بنجاح ودون عراقيل.

الخلاصة:

التربية قبل المدرسية مرحلة مهمة في نمو الطفل، فهي تساعده على النمو الشامل في جميع جوانب حياته. وتوفر المؤسسات التعليمية مجموعة متنوعة من الأساليب التعليمية التي تساعد الأطفال على اكتساب المهارات اللازمة للنجاح في المدرسة والحياة. بالإضافة إلى المؤسسات التعليمية، فإن الرعاية المنزلية مهمة أيضاً في تربية الأطفال في هذه المرحلة.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال