الزواج ميثاق غليظ.. فاتقوا الله في النساء، فإنكم أخذتموهن بأمان الله، واستحللتم فروجهن بكلمة الله، ولكم عليهن ألا يوطئن فرشكم أحدا تكرهونه

 لقد أعتبر القرآن الكريم الزواج ميثاقا غليظا، يقوى الروابط، ويوثق العلائق، ويذيب الفوارق.

فهو من أوثق العقود، وأغلظ المواثيق. روى الإمام مسلم وغيره من حديث جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله وسلم: (فاتقوا الله في النساء، فإنكم أخذتموهن بأمان الله، واستحللتم فروجهن بكلمة الله، ولكم عليهن ألا يوطئن فرشكم أحدا تكرهونه، فإن فعلن ذلك فاضربوهن ضربا غير مبرح، ولهن عليكم رزقهن، وكسوتهن بالمعروف)([1]).

 وهو حاجة بشرية، وفطرة إنسانية، فمن أقوى الغرائز في الإنسان محبة النساء قال تعالى: (زين للناس حب الشهوات من النساء...) ([2]).

وعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "حبب إلي من الدنيا النساء والطيب، وجعلت قرة عيني في الصلاة "([3]).

 قال الشيخ القرضاوى حفظه الله: "حرصت كل الأديان على قيام الأسرة بالزواج، الذي هو رباط شرعي معلن بين رجل وامرأة، تترتب عليه  حقوق وواجبات: وتتحقق به الرحمة والمودة، باعتبارهما أركان الزوجية الأساسية: "فالأسرة ضرورة دينية واجتماعية، وقيامها على الزواج الشرعي. "إذ أكدت القيادات الدينية في مؤتمر الدوحة: أن الأسرة وفقا لكافة الشرائع السماوية، هي التي تنتج عن رباط شرعي بين رجل وامرأة. وينجبون أولادا شرعيين:  وأن الديانات الثلاث ترفض الشذوذ، والإجهاض: وترفض العلاقات الجنسية بين الرجل والمرأة خارج رباط الزواج"([4]*.

وقد حث الإسلام على اختيار الزوجة الصالحة والزوج الصالح، لأن حسن الاختيار يؤدي إلى حسن التربية، والحرص على دوام العشرة بالمعروف واستمرار الحياة الزوجية، والشعور بالمسئولية الدينية، والأخلاقية، والمادية، والقانونية، والوفاء بالحقوق والواجبات.
قال الله تعالى: (وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم)([5]).

وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: تنكح المرأة لأربع لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك)[6].  

[1] رواه مسلم في صحيحه –كتاب الحج باب حجة النبي صلى الله عليه وسلم رقم1218/ص890
[2] سورة آل عمران آية رقم 14
[3]رواه أحمد في مسنده رقم 12318/3/128/ صحيح الجامع الصغير وزيادته  للشيخ محمد ناصر الدين الألباني رقم3124/مجلد1/ص599.
[4]راجع موقع الشيخ يوسف القرضاوى ندوات ومؤتمرات المصدر قناة الجزيرة (القيادات الدينية تتفق في مؤتمر الدوحة على حماية الأسرة).
[5] سورة النور الآية رقم "32".
[6] متفق عليه  رواه البخاري-في كتاب النكاح باب تزويج المعسر رقم5090/ص1298-ومسلم كتاب الرضاع باب استحباب نكاح ذات الدين5 رقم1466/ص1086

* تم عقد مؤتمر الدوحة الدولي العالمي لحماية الأسرة يوم الاثنين 29/11/2004 بحضور 150 شخصية عالمية بارزة واستمر يومين وقد قام بتنظيم هذا المؤتمر، مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان، وزارة الخارجية، وجامعة قطر وكان موضوعه، الأسرة في الألفية الثالثة، تحديات ورهانات، القواعد الدينية والحقوقية لأسرة المستقبل، قضايا الأسرة والتعليم، الأسرة وثقافة الحوار، وقد شاركت فيه قيادات الديانات السماوية الثلاث.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال