جمع تكسير الأسماء والصفات.. ما كان على ثلاثة أو أربعة أو خمسة أحرف



جمع تكسير الأسماء:

لا يُجمع من الأسماء إلا ما كان على ثلاثة أحرف: كقلب وقُلوب، أو على أربعةِ أحرفٍ: ككتابٍ و كتُبٍ، ودرهمٍ ودراهمَ، أو على خمسة أحرف، رابعها حرفُ علَّةٍ ساكن: كمصباحٍ ومصابيحَ، وقنديلٍ وقناديلَ، وعُصْفورٍ وعصافيرَ، وفرْدَوسٍ وفراديسَ.

وما كان منها على غير هذا، فلم يجمعوه إلا على كراهية.
وذلك لأنَّ العرب يستكرهون تكسير ما زاد من الأسماء، على أربعة أحرف، إلا أن يكون قبل آخرِه حرفُ علة ساكن. لأن ذلك يفضي إلى حذف شيء من أحرفه، ليتمكنوا من تكسيره.

كما جمعوا سفرجلاً وجَحْمَرِشاً وعندليباً على: "سفارجَ وعنادلَ وجحامرَ" وما عدا ذلك، من الأسماء فلم يستكرهوا تكسيرَ شيء منه: لسهولة تكسيره، من غير إفضاء إلى حذف شيء منه.

جمع تكسير الصفات:

أما الصفات، فالأصل فيها أن تُجمع جمع السلامة. وذلك هو قياس جمعها. وتكسيرها ضعيف. لأنه خلاف الأصل في جمعها. قال ابن يعيش، في شرح المفصل: وقد تكسّر الصفة، على ضعف، لغلبة الاسميّة. وإذا كثر استعمال الصفة مع الموصوف، قويت الوصفيّة، وقل دخولُ التكسير فيها.

وإذا قلَّ استعمال الصفة مع الموصوف، وكثر إقامتُها مُقامَهُ، غلبت الاسميّة عليها، وقويَ التكسير فيها.
وحقُّها أن يُجمع المذكرُ العاقل منها، جمعَ المذكر السالم، وأن يُجمع المؤنث منها، والمذكرُ غيرُ العاقل، جمع المؤنث السالم.
لكنهم اتّسعوا في تكسيرها، لاتساع ميدان البيان عندهم والحاجة تفْتُقُ الحيلة. فكان ذلك داعياً إلى تكسير الصفات، كما كسّروا الأسماء.

صفات لا تجمع جمع تكسير:

لكنهم لم يُكسّروا كلَّ الصفات. فإنهم امتنعوا من تكسير اسم الفاعل من فوق الثلاثي: كمُكرِمٍ ومُنطلقٍ ومُستخرجٍ ومُدحرجٍ ومُتدحرجٍ، ومن تكسير اسم المفعول مطلقاً: كمعلومٍ ومُكرَمٍ ومُستخرَجٍ ومُدحرجٍ.
وكذلك امتنعوا من تكسير ما كان من الصفات على وزن "فَعّالٍ": كسبّاقٍ، أو "فُعّالٍ": ككُبّارٍ، أو "فعيّلٍ": كصدّيقٍ، أو "فُعّولٍ": كقُدُّوسٍ، أو "فَيْعولٍ" كقَيومٍ.
وأما جمعهم "جبّاراً" على "جبابرة" فهو على خلاف الأصل. وهو شاذٌّ في القياس.