السيميوطيقا التأويلية والتأرجح بين الذاتية والموضوعية.. التعامل مع النص تعاملا وضعيا في ضوء المقاربات العلمية والموضوعية لاستكناه البنى الثاوية التي تتحكم في النصوص والخطابات

من المعروف أن التأويل يخف من الحدة والصرامة العلمية.
بمعنى أن التعامل مع النص تعاملا وضعيا، في ضوء المقاربات العلمية والموضوعية، عمل مشروع في البداية، بغية استكناه البنى الثاوية التي تتحكم في النصوص والخطابات، كما تفعل البنيوية اللسانية والسيميائيات السردية.

بيد أن ثمة مرحلة مهمة وضرورية تعقبها هي مرحلة التأويل التي تستند إلى الذات والذاتية، وتتخلص من كل قراءة تقنية علمية موضوعية صرفة، لتستسلم الذات القرائة لنفسها وتأويلاتها الفردية.

هذا، وقد قال موريس ميرلوبونتي الفنومنولوجي: "إن العلم يعالج الأشياء، ولا يعيش في داخلها.
وهذا ما حدث لكثير من التفسير الأدبي.

وقد نسينا أن العمل الأدبي ليس موضوعا يخضع تماما لتصرفنا، العمل الأدبي فيما يقول الفينومنولوجيون إنسان ينبعث من الماضي، ويجب أن يعود إلى الحياة. فالحوار لا التشريح هو وسيلة العمل الأدبي في فتح أبواب العالم.

وهذا يعني أن الموضوعية غير المتحيزة لاتلائم فهم العمل الأدبي. حقا إن الناقد الحديث يؤمن أحيانا باستقلال العمل، ولكنه ينظر إليه باعتباره موضوعا قابلا للتحليل.

والفنومونولوجيا ترى أن الأعمال الأدبية تضار من هذه الناحية، ويجب استنقاذها؛ لأنها أصوات إنسانية تتكلم.

ويجب أن يغامر القارىء بجوانب من عالمه الشخصي، إذا أراد الدخول في حياة عالم نسميه قصيدة غنائية أو رواية أو مسرحية.

إننا لانحتاج إلى منهج علمي يتخفى، ولانحتاج إلى تشريح النقد، ولكننا نحتاج إلى تفهم إنساني لما يعنيه تفسير العمل.

إن فهم العمل أكثر مراوغة وتاريخية من التناول الموضوعي.العمل لمسة إنسانية.
وكلمة العمل ذاتها تدل على هذا؛ لأن العمل عمل إنسان أو عمل الله تعالى.

وهناك فرق أساسي بين فكرة الموضوع وفكرة العمل. والنقد الأدبي يحتاج إلى منهج أو نظرية تهتم بفك شفرات الأثر الإنساني أو المعنى."
أحدث أقدم

نموذج الاتصال