أسباب تأخر زواج الذكور في الأسرة السعودية.. اشتراط صفات جمالية في جسم المرأة. ميل الشباب نحو السفر للخارج وتلبية رغباتهم الجنسية بطريقة غير شرعية



أسباب تأخر زواج الذكور في الأسرة السعودية:

كانت الأسرة في المجتمعات السعودية تزوج فتيانها الذكور في سن مبكرة (من 15- 18 سنة) من أجل الإنجاب المبكر للمساهمة في حماية القبيلة وكذلك المساهمة في النواحي الاقتصادية.

ولكن في وقتنا الحاضر تغير الحال كثيرا وظهرت مشكلة تأخر زواج الذكور في الأسرة السعودية، حيث تبين أن (54%) من الطلاب الجامعيين لهم رغبة في الزواج المبكر إلا أن هناك ظروف وأسباب تحول دون إتمامهم للزواج حاليا.

التخوف من تحمل المسؤولية:

وقد أثبتت البحوث التطبيقية عمومية هذه المشكلة وشيوعها في المجتمع السعودي، فقد بـيـنـت إحـدى الـدراسات التي أجـريت عـلى طلاب وطـالـبات الجامـعات فـي مدينة الريـاض عـام (1406هـ)، أن هناك تأخير في سن الزواج بين الشباب السعودي، وأن كثرة سفر الشباب للخارج والتخوف من تحمل المسؤولية، من أهم الأسباب التي تؤثر في تأخر زواج الذكور بالأسرة السعودية.

غلاء المهور:

ويبدو أن معظم الشباب السعودي من سكان المدن يميلون إلى تأخر زواجهم أكثر من شباب القرى، بينما يفضل شباب البادية الزواج المبكر.

وقد ثبت أن (74,6%) من الشباب السعودي يرون أن عزوفهم عن الزواج المبكر كان بسب غلاء المهور، وأن (29,3%) منهم كان تأخرهم في الزواج بسبب إلحاح الأهل على الزواج من القريبات.

طريقة اختيار الزوجة:

إلا أن أهم العوامل التي ساهمت في تأخير زواج الذكور في الأسرة السعودية هو طريقة اختيار الزوجة، لأن الغالبية من الشباب كانوا يعتمدون على أنفسهم في اختيار شريكة الحياة، وهي طريقة تؤجل سن زواج الذكر نظرا لتعارضها مع مبادئ الإسلام وعادات وتقاليد المجتمع السعودي التي لا تسمح بالتعارف واللقاء بين الرجل والفتاة من غير المحارم.

صفات جمالية في جسم المرأة:

ومن أسباب تأخر سن الزواج للذكور في المجتمع السعودي أيضا اشتراطهم صفات جمالية في جسم المرأة، ولكن بينت البحوث التطبيقية أن عامل البحث عن صفة التدين بالمرأة أقوى تأثيرا في عملية تأخر زواج الشباب من صفة الجمال.

ميل الشباب نحو السفر للخارج:

ومن ناحية أخرى كان تأخر زواج الذكور في مجتمعنا مرتبطا بميل الشباب نحو السفر للخارج وهذا له أثره السيئ في تأخر زواجهم، وقد يرجع هذا إلى انبهارهم بالسفر، وتلبية رغباتهم الجنسية بطريقة غير شرعية، بالإضافة إلى توافر المال بين أيديهم مما يساعدهم على الاستمرار وعدم الإقدام على الزواج. كما يرى معظم الشباب أن مواصلة التعليم يقف عائقا أمامهم عن الزواج في سن مبكرة.

المغالاة في تكاليف الزواج:

كما تبين أن (60%) من الشباب السعودي - وهي نسبة لا يمكن إغفالها أو تجاهلها - يعزفون عن الزواج بسبب المغالاة في تكاليف الزواج، حيث يوجد بالمجتمع مظاهر من المباهاة والتي  قد ترجع إلى اعتقاد بعض الأسر بأن هذه المظاهر ترفع من قدر الأسرة ومكانتها الاجتماعية.

ومن أهم هذه المظاهر التغالي في المهور، والذي قد يرجع لما يسود المجتمع من عادات وتقاليد عقيمة تجعل المباهاة في المهور عند البعض مظهرا يعبر عن مستواهم ووضعهم الاجتماعي.

وقد يرجع التغالي في المهور عند البعض بسبب الطفرة المادية التي سادت في المجتمع السعودي في السنوات الماضية وما أدى إليه من ارتفاع الدخل.

قلة المهر تؤدي إلى الطلاق:

كما يرى البعض أن  من الأسباب التي تقف وراء مشكلة غلاء المهور هو اعتقاد بعض أولياء الأمور أن قلة المهر ربما يؤدي إلى الطلاق لأن الزوج لم يتكلف كثيراً في الحصول على الفتاة أو قد يرجع إلى الطمع والجشع وحمى جمع المال والذهب والفضة لدى بعض آباء وأمهات البنات إلى جانب التقليد الأعمى والخوف من القيل والقال مما يترتب عليه تأخير زواج الشباب والشابات وحرمانهم منه في بعض الأحيان، وهذا بدوره قد يخلق انحرافات أخلاقية من ناحية ويؤثر على النمو السكاني بالسلب من ناحية أخرى.