مهام الإدارة الحديثة داخل المنظومة التربوية.. إشراك كل الفاعلين في التدبير الفعال للشأن التربوي بالمؤسسة التعليمية لضمان انخراط الجميع

أولى الميثاق الوطني للتربية والتكوين أهمية بالغة لهيئة الإدارة التربوية، لكوﻧﻬا فاعلا أساسيا في مسارات المنظومة التربوية، وإحدى أهم آليات التأطير الإداري والتربوي، لكونها تلعب دورا أساسيا في تدبير الحياة المدرسية، وضمان حسن سير الدراسة والمرفق العام وتوفير الظروف الملائمة لتحقيق جودة التربية والتعليم، والمتجلية في تربية الناشئة وإعدادها للاندماج في الحياة المجتمعية والعملية.

ويعتبر تأهيل الهيئة وإعادة الاعتبار إليها أداة لتحصين واستكمال مكتسبات الإصلاح وفق المقاربة التشاركية الواردة في المخطط ألاستعجالي، والتي ترتكز على إشراك كل الفاعلين الأساسيين داخل المنظومة التربوية في التدبير الفعال للشأن التربوي بالمؤسسة التعليمية، الذي من شانه ضمان انخراط الجميع وبث روح التجديد في كل مستويات المنظومة.

إن مهام الإدارة الحديثة داخل المنظومة التربوية لا تنحصر في العمل الوظيفي العادي، بل تأخذ طابع الريادة والقيادة الجماعية المتسمة يروح التجديد والابتكار والتعاون.

وحتى يتسنى لرؤساء المؤسسات التربوية تحقيق هدا البعد الوظيفي كان لزاما تمتيع مدير المؤسسة التربوية بالصلاحيات الضرورية والمحددة بدقة على مستوى اتخاذ القرارات وأخذ المبادرة، والتي من شأنها ضمان شروط القيام ب "مهنة مدير المؤسسة "، الشيء الذي  يتطلب:

- الاستعداد القبلي والرغبة الفعلية في ممارسة مهام الإدارة التربوية.
- التوفر على مكتسبات قبلية والاستعداد للانخراط في دينامية التجديد والتغيير والملاءمة.

- الإلمام بالنصوص التشريعية والتنظيمية وبقواعد التدبير الإداري والمالي والمحاسباتي.
- التكوين الأساس والتكوين المستمر والتكوين الذاتي.

- القدرة على تدبير و تعبئة الموارد البشرية والمادية وفق المقاربة  التشاركية.
- القدرة على تفعيل أدوار الحياة المدرسية وتنشيطها.

- القدرة على تدبير مشاريع المؤسسة.
- القدرة على التواصل والتفاعل مع المحيط.

- القدرة على التفاوض وتدبير النزاعات.
- عقد وتدبير شراكات ذات نفع عام.

إن تعدد مهام أطر الإدارة التربوية ومجالات تدخلهم  يجعل من عملية التدبير أمرا يستوجب الإلمام بمجموعة من المقاربات الفكرية  التي تنهل من حقول معرفية مختلفة ومتداخلة، إضافة إلى التمرس والتأهيل والخبرة بكل ما تشكله من تراكم لا غنى عنه من أجل صقل التجربة وتطويرها.

إن المؤسسة التعليمية مجال للتنشئة الاجتماعية وفضاء للتربية والتكوين؛ كما أن الحياة المدرسية تهدف إلى تنظيم العلاقات المؤسساتية بأبعادها الإنسانية والاجتماعية بجعل المتعلم (ة) في قلب اهتمامات المنظومة التربوية و في صميم العملية التعليمية - التعلمية.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال