الدراسة التاريخية للظواهر اللغوية عند سوسير.. المنهج البنيوي وتخليص الأدب من تطاول مناهج العلوم على أرضه



إن سوسير - الأب الروحي للبنيوية - لم يكن منكرًا لقيمة الدراسة التاريخية، ولكنه رأى أن الدراسة التاريخية للظواهر اللغوية يجب أن تأتي تابعة لدراسة اللغة كنظام مستقل بفترة زمنية معينة وجماعة بشرية معينة، فمعرفة النظام يجب منطقيًا أن تسبقَ معرفة التغيرات التي تطرأ عليه.

كما أنه كذلك، لم يهمل القيمة التاريخية بل رأى أن المناهج السابقة كانت تدرس الأدب من الخارج فتدرس الظاهرة الأدبية من خارجها ومرد ذلك الشروط التاريخية أو العوامل الباطنية للمؤلف.

ومعنى هذا وإن صح التعبير في أن نقوله بأن الأدب كان أرضًا لا مالك، لذلك كان عرضه للعديد من المناهج والاختصاصات بعيدة كل البعد عن طبيعة الموضوع المدروس.

ومن تلك النقطة الجوهرية أصبح لزامًا أن يستقل الأدب بموضوعهِ وبمنهجهِ.
فالمنهج الذي تقلد على عاتقهِ تخليص الأدب من تطاول مناهج العلوم على أرضهِ هو المنهج البنيوي وكان صاحب الفضل في ذلك العالم دي سوسير.

وهكذا نجد تأثير إسهامات (فرديناند دي سوسير)، العالم اللغوي من خلال كتابهِ "دروس في علم اللغة العام" في تطور النظرية البنائية فيما بعد.