عندما يتحدث علماء التربية عن علاقة التربية بالثقافة يتناولونها من النواحي التالية:
1- إن التربية عملية اجتماعية ثقافية تحدث في صورة نقل أنواع النشاط والتفكير والمشاعر التي تسود جماعة ما إلى جيل الصغار لإكسابهم الصفة الاجتماعية فهي بذلك عملية تطبع اجتماعي (Socialization Enculturation) أو هي عملية تشكيل ثقافي وتتصف هذه العملية بالالتزام وإلزام التربية يكمن في أنه بدون نقل الثقافة من جيل إلي جيل عن طريق التربية تنتهي وجود المجتمع - وجود جيل الكبار - بانتهاء وجوده المادي مهما طال بهم الزمان – وذلك فإن طبيعة الحياة للأفراد من حيث أنها مؤقتة بزمن معين وبعمر محدود بينما يولد غيرهم ليأخذ نفس الأدوار التي اضطلع بها آبائهم من قبل – هذه الطبيعة تجعل عملية نقل الثقافة عملية ضرورية لاستمرار النظام الاجتماعي والثقافي للمجتمع غير أن هذا النقل ليس عملية سلبية وإنما هي عملية ايجابية تتطلب تبسيط الثقافة والاختيار بين عناصرها وتجديدها.
2- إن المجتمع في نموه وتتطور يحتاج إلي قدر كاف من الاتساق والانسجام وإلا يأتي ذلك إلا إذا شاع بين أفراده وقدرة مشتركة بين الأفكار ووسائل المعيشة والأنشطة السلوكية والقيم والاتجاهات والمعتقدات غير ذلك مما يشكل النسق الثقافي للجماعة التي يعيش فيها ووسائل الجماعة إلي تحقيق هذا الانسجام (Harmony) إنما هي التربية بواسطتها المختلفة من أسرة ومدرسة وجماعات رفاق ودور عبادة ووسائل اتصال الخ.
3- إن محتوى النقل والتبسيط والاختيار الثقافي عمليات تجدد في الضوء ونوع المواطنة التي تهدف في المجتمع إلي تنميتها ونوع المجتمع الذي يريده المواطنون لأنفسهم مما يوضع ديناميكيته العلاقية بين الفرد والثقافة وتربية المجتمع.
4- إن التربية تقوم بدور هام في إحداث التوازن بين عناصر البيئة الاجتماعية بعضها مع البعض وبناء علي هذا الدور تلعب التربية دورا هاما في تذويب الفروق بين طبقات المجتمع أو علي العكس إلي تأكد النظام الطبقي في المجتمع ورسم حدود صارمة لهم كما تقوم بوظيفة هامة في عمليات الإحراق الاجتماعي وتعدد أفكار وسلوكيات ووسائل الأفراد في حياتهم مما يؤدي إلي التغير الثقافي والاجتماعي.
5- إن التربية تستمد أهدافها ومناهجها ونظامها وإدارتها من الرصيد الثقافي للمجتمع.
6- كما أن التربية وسيلة نقل الثقافة للأجيال المتعاقبة تحقيقا للتماسك الاجتماعي أو لاستمرار المجتمع فإن هذه العملية هامة أيضا للفرد نفسه حيث تزوده بمقومات وأدوات التفاعل الايجابي والتكيف السوي مع أقرانه من أفراد المجتمع وتسليحه بالقدر الكافي من المعلومات والمهارات اللازمة للقيام بدوره في إنتاجه المجتمع وسعادة الفرد.
7- التربية تختلف من مجتمع لآخر تبعا لاختلاف ثقافته أو بمعنى آخر إتباع لاختلاف أيدلوجيته ونظامه الاقتصادي ونظامه السياسي والاجتماعي ...الخ.
التسميات
ثقافة