توزيع الزلازل على خريطة الأرض:
الحقيقة أنه أيا كانت الأسباب التي تنشأ عنها الزلازل فهي في النهاية عبارة عن موجات زلزالية، تنتشر في الأرض عندما ينزلق جزء من القشرة الأرضية عن الأجزاء المجاورة، ولا تكون هذه الحركة الانزلاقية سلسة وناعمة غالبا، بل عنيفة ومتقطعة بسبب الاحتكاك بين الجزء المتحرك والأجزاء الملامسة له.
والواقع أيضا أن عنف الحركة المسببة للاهتزازات يحدد قوة الموجات الزلزالية بين الضعيفة التي لا تكاد تحس والقوية المؤدية إلى كوارث.
وتنشأ الزلازل في نقطة ما داخل الأرض تدعى البؤرة "focus" تتحرك منها الموجات الزلزالية إلى الخارج، فيما تعرف النقطة التي تقابلها على سطح الأرض بالمركز السطحي "epicenter".
أحزمة رئيسية تمتد مسافات طويلة:
وإذا راقبنا مواقع الزلزال على خريطة الأرض فسنجد أنها لا تنتشر بصورة عشوائية، وإنما يتركز معظمها في أحزمة رئيسية تمتد مسافات طويلة عبر القارات والبحار.- حلقة النار:
وأشهر تلك الأحزمة وأقواها ذلك الممتد بطول الساحل الشرقي للمحيط الهادي، ويشكل شريطا طويلا يحاذي غرب الأمريكتين واليابان والفلبين ويصل إلى أستراليا ونيوزيلندا مشكلا نحو 68% من زلازل العالم، ومنها مثلا تلك التي حدثت في ألاسكا عام 1964 وبيرو عام 1970 وشيلي عام 1985 واليابان في 1923- 1995.
ويعرف هذا الحزام بـ"حلقة النار"؛ لأن الزلازل فيه تترافق غالبا مع انبثاق بركاني، مثلما حدث في كولومبيا في 14 نوفمبر 1992 حيث انبثقت في اليوم التالي لحدوث الزلزال حمم بركانية على جبال الأنديز.
- الساحل الغربي للمحيط الهادي:
هناك أيضا الحزام الثاني على طول الساحل الغربي للمحيط الهادي، بدءا بجزر اليابان شمالا حتى إندونيسيا جنوبا، مرورا بقوس جزر تايوان.- حزام جبال الألب:
أما الحزام الثالث فيمتد عبر إفريقيا وأوربا وآسيا، من جبال أطلس شمال إفريقيا، عبر البحر الأبيض المتوسط وإيطاليا واليونان وتركيا، حتى الصين، ويعرف هذا الحزام بحزام جبال الألب وفيه نحو 21% من زلازل العالم.
وتتصف هذه الأحزمة فضلا عن كثرة زلازلها بنشاطها البركاني.
ويعزى ذلك إلى وقوعها عند التقاء الصفائح التي تكون قشرة الأرض الخارجية.
- الصفائح الأرضية:
والصفائح ترق تحت المحيطات وتكثف تحت القارات، وهي كما ذكرنا تطفو فوق طبقة أخرى من طبقات الأرض مكونة من صخور ثقيلة لزجة وساخنة، مما يساعد على انزلاق صفائح قشرة الأرض.
وقد كشفت الأقمار الاصطناعية عن أن الصفائح تتحرك بين سنتيمتر واحد وعشرة سنتيمترات في السنة.
لكن الزلازل تحدث أحيانا في مناطق لا علاقة لها بالأحزمة الزلزالية، فتنبع من داخل الصفيحة مثلما حدث في زلزال القاهرة في أكتوبر 1992.
0 تعليقات:
إرسال تعليق