أنواع القصر الإضافي: تفصيل وتوضيح
يهدف القصر الإضافي في اللغة العربية إلى تخصيص حكم بشيء معين، بحيث يُنفى هذا الحكم عن كل ما عداه. ويختلف نوع القصر الإضافي باختلاف حالة المخاطب أو معتقده، مما يؤثر على طريقة صياغة الجملة وقصد المتكلم. ينقسم القصر الإضافي إلى ثلاثة أنواع رئيسية، وهي: قصر الإفراد، قصر القلب، وقصر التعيين.
1. قصر الإفراد:
يُستخدم قصر الإفراد عندما يعتقد المخاطب أن هناك مشاركة أو تعددًا في الحكم، بينما الحقيقة هي أن الحكم يخص شيئًا واحدًا فقط. بمعنى آخر، المخاطب يظن أن هناك أكثر من شريك في أمر معين، والمتكلم يأتي ليُفرد هذا الأمر بشيء واحد.
- مثال: إذا كان المخاطب يعتقد أن "الله ثالث ثلاثة" كما في بعض المعتقدات السابقة، فإن الرد القرآني في قوله تعالى: {.. إِنَّمَا اللّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ..} (171) سورة النساء هو مثال واضح على قصر الإفراد. هنا، الجملة تفيد أن الألوهية مُفردة لله وحده، وتنفي أي مشاركة أو تعدد فيها، وذلك ردًا على اعتقاد المخاطب بالشركة. الهدف هو تصحيح مفهوم خاطئ لدى المخاطب بإفراده للحكم.
2. قصر القلب:
يأتي قصر القلب عندما يكون المخاطب يعتقد عكس الحكم الذي يريد المتكلم إثباته. في هذه الحالة، لا يكتفي المتكلم بنفي اعتقاد المخاطب، بل يقلب هذا الاعتقاد رأسًا على عقب ويُثبت نقيضه تمامًا. كأن تقول للمخاطب: "لا، الأمر ليس كذلك، بل هو كذا!"
- مثال: عندما تقول: "ما سافرَ إلا عليٌّ"، يكون ذلك ردًا على شخص يعتقد أن المسافر هو "خليل" وليس "علي". هنا، لم يقل المتكلم "لم يسافر خليل"، بل أثبت السفر لعلي وقلبه عن خليل. أنت لا تنفي اعتقاده فقط، بل تعكس وتصحح المعلومة بشكل قاطع، وهذا يعني أنك "قلبت" عليه اعتقاده الخاطئ.
3. قصر التعيين:
يُستخدم قصر التعيين عندما يكون المخاطب في حالة شك وتردد بين أمرين أو أكثر، ولا يعتقد شيئًا محددًا، بل هو متردد في اختيار أحد الخيارات المطروحة. يأتي المتكلم هنا ليُعيّن له أحد هذه الخيارات ويُزيل عنه الشك.
- مثال: إذا كان المخاطب مترددًا بين كون الأرض متحركة أو ثابتة، فتقول له: "الأرضُ متحركةٌ لا ثابتةٌ". في هذا الموقف، أنت لا ترد على اعتقاد خاطئ (كما في قصر الإفراد أو القلب)، بل تزيل تردد المخاطب وتُعيّن له الحكم الصحيح. أنت تقدم له الإجابة الواضحة التي تُزيل عنه الشك وتُحدد له الصواب.
التسميات
قصر