تحليل قصيدة الناس في بلادي لصلاح عبد الصبور.. مواقف الشاعر من الله. الأساليب الفنية



تحليل قصيدة الناس في بلادي لصلاح عبد الصبور:

قصيدة فيها نقد وسخرية، بيدأ الشاعر بوصف الناس في بلادهشكل عام، بأوصاف قاسية، جارحة.
ثم ينتقل الى قريته والحديث عن عمه مصطفى ثم ينتقل الى الحكايه التي يحكيها العم مصطفى عن سخرية الحياة ثم ينتقل الى المرحله الرابعة وهي موت العم مصطفى وموقف الناس من الحياة والموت.

القسم الأول:

يصف الشاعر الناس في بلاده بأنهم جارحون كالصقور ويعني بذلك ان كلامهم قاس ومهين ولا يحترمون بعضهم البعض من شدة الجوع! غناؤهم عبارة عن اصوات ترتعش وترتجف كاهتزاز اوراق قمة الشجر عندما تهب الريح في الشتاء وهذا يدل على ضعفهم. ضحكهم ايضا يبين شدة الالم والعذاب فضحكهم مرتفع، نيع وقد شبههم بصوت الحطب في النار المشتعله.
خطاهم تريد ان تغوص في التراب وذلك من شدة التعب والألم والضعف ويقومون بالقتل والسرقه ثم يصدرون اصواتا مرتفعه وهي اصوات الشبع بعد شرب المشروبات الروحية.
ولكن بالرغم من ذلك يجمعون الكثير من الصفات الانشانيه اي انهم طيبون وذلك عندما يملكون النقود.
نلاحظ ان الشاعر من حين إلى آخر يحاول الدفاع عنهم فهم يمتازون بطيبة القلب ويؤمنون بالقضاء والقدر وان فعلوا الاشياء الخاطئة يفعلونها مرغمين وذلك لانهم لا يملكون القوت اليومي فمشكلتهم الجوع والفقر.

القسم الثاني:

يستعمل الشاعر الاسلوب القصصي برواية قصة وقد وضع كلمة (مصطفى) بين قوسين حيث يرمز لأبناء الشعب المتدين والمؤمن.
الراوي زار قريته لرؤية عمه مصطفى، ذلك الانسان المؤمن الفقير، المحب للرسول، الكبير في السن، الذي يجلس بصورة دائمه عند مدخل الق ويمضي ساعه كل يوم قبل المساء ليحكي للرجال من حوله حكاية حياته وتجاربه والرجال حوله في صمت يفن، مطرقون لان هذه الحكاية محزنه ومؤثره، من واقع حياتهم فتثير في نفوسهم الحزن وفي عيونهم الجفاء بسبب شعورهم انهم لا يساوون شيئا، وحياتهم عدم! لا قيمه لها، فهم يعيشون في مأساه لذا يبكون بصوت عال.
ومن شدة الألم يحدقون في اللاشيء وهو يعيد على نص الفكره وهو السكون العظيم حيث انه شبه السكون في الرعب العميق ومن شدة المعاناة يتساءل ما غاية هذه الحياة (الشاعر يتكلم بلسان الشعب).

القسم الثالث:

العم مصطفى بعد الحياة الطويله والتجارب التي مر فيها نراه يقصّ حكايات ويبدأ الحكايه من عظمة الخالق, هذه العظمه تظهر في الطبيعه فالشمس في النهار رمز لعظمة الله والقمر في الليل، كاشف الظلام رمز لعظمته سبحانه وتعالى والجباال الثابته هي بمثابة عرش قوي لله فأحكام الله لا اعتراض عليها والموت نصيب كل إنسان.. ومن شدة الفقر نراه يطلب الموت!
يقول ان هناك طبقات من الناس وهنا وضع فلانا (كلمة فلان) بين قوسين للخريه من الاغنياء والذين بنوا القصور لكنهم ماتوا في النهايه وارواحهم ستوضع في جهنم، فمن سخرية القدر مصيرالانسان الغني والفقير فذلك الرجل الغني الذي بنى بيوتا وقصورا لم ينفعه ماله وم يمنع الموت عنه ففي احدى الامسيات الهادئه جاء ملك الموت يحمل دفتر اسماء من يريد اخذهم واول اسم كان اسم ذلك "الفلان" الغني ولان روح الانسان نتنه احضر الملك عصاً.
{بنى فلان} تنطبق على كل انسان ثراؤه فاحش.. فهذا الاسان لم يحتفظ بالنعمه حيث انه لم يتصدق بها وهذا يتجلى بتوجه ملك الموت اليه عن طريق عصا وليسبيده خوفا من ان يتدنس فهذا الانسان تُدنّسه امواله وأعماله.
وقد شبّه الشاعر ملك الموت بجابي الضرائب وذلك سخرية و احتقارا من ذلك الانسان.
يتابع الشاعر ويقول ان سبب موته هو حرف كُن (ويقصد به مقدرة الله سبحانه وتعالى).
{وفي الجحيم دحرجت} هنا تظهر لنا العلاقه بينه وبين الناس فهذا الإنسان إن عاش يعيش في الجحيم بسبب كره الناس له وان مات سيكون يره ايضا العذاب والحجيم.
{سر حرفي كن و بسرّ لفظ كان} هنا يوجد تعظيم للخالق وتحقير للمخلوق.

القسم الرابع:

الراوي زار قريته مرة اخرى ولكن هذه المرة للاشتراك بجنازة عمه حيث مات ودفن في التراب.
هنا يوجد مقارنه بين العم مصطفى والغني فالغني دحرج في جهنم لانه عديم الكرامه اما العم مصطفى وُسّد بلطف لانه كان بسيطا متواضعا.
النعش القديم يدل على التواضع في القريه فلا يوجد اكثر من نعش واحد وهذا يدل على شدة الفقر حيث ان الجوع والفقر سيطروا على المشيعين لدرجة انهم نسيوا ذكر الله او ملاك الموت. فالعم مصطفى وامثاله يمثلون الجيل القديم الخاضع للوضع القائم.
بينما الحفيد (خليل) يمثل جيل الثوره الجيل الجديد, جيل التحدي..

مواقف الشاعر من الله:

  • الشاعر يلوم الله على عبثيّة الحياة.
  • يؤكد عظمة الله المتجلية بالشمس والقمر والجبال.
  • يؤكد ان الله قادر على كل شيء واحكامه تنفذ في الحال.
  • موقف سلبي ان الله لا يرحم.
فمن الممكن أن تكون كل جملة عبارة عن تعليق من الشاعر او كلام على لسان الاشخاص الذين يحيطون بالعم مصطفى!

الأساليب الفنية:

  • الموتيف (التكرار).
  • السخرية.
  • الاسلوب القصصي.
  • التقويس.
  • القصيدة مترابطه ترابطا قويا من البداية حتى النهاية وفي بعض الاحيان ابتعد عن استعمال أحرف العطف وذلك لقوة المعنى وتلاحق الصور
  • للقصيدة طابع ديني حيث اقتبس بعض الاصطلاحات الدينيه مثل: مصطفى، كن، القدر.
  • القافية ساكنة من شدة الجوع كذلك فالشاعريحثنا على الثورة.
  • استعمل الشاعر بعض النواحي البلاغيه مثل التشبيه والاستعارة والجناس والكناية.


0 تعليقات:

إرسال تعليق