شرح وتحليل قصيدة المواكب لجبران خليل جبران.. دراسة ميخائيل نعيمة



شرح وتحليل قصيدة المواكب لجبران خليل جبران:

والعلم في الناس  سبل بان أولها
أما أواخرها فالدهر والقدر
وأفضل العلم حلم أن ظفرت به
وسرت ما بين أبناء الكرى سخروا
فان رأيت أخا الأحلام منفردا
عن قومه وهو منبوذ ومحتقر
فهو النبي وبرد الغد يحجبه
عن أمة برداء الأمس تأتزر
وهو الغريب عن الدنيا وساكنها
وهو المجاهر، لام الناس أو عذروا
وهو الشديد، وان أبدى ملاينة
وهو البعيد، تدانى الناس أم هجروا

ليس في الغابات علم
لا ولا فيها الجهول
فإذا الأغصان مالت
لم تقل هذا الجليل
فإذا الشمس أطلت
من ورا الأفق يزول
أعطني الناي وغن
فالغنا خير العلوم
وأنين الناي يبقى
بعد أن تطفا النجوم

1-  ماذا يعني الشاعر بالحلم، وكيف يصف الشاعر أخا الأحلام؟

العلم كالطرق أولها واضح ونهايتها مجهولة وخيالية (الدهر والقدر).
فأفضل العلم أن يعيش الإنسان في الأحلام لدرجة أن يسخر منه الآخرون وهم أبناء الكرى (الغافلين).
فإن رأيت أخا الأحلام منفردا ينبذه قومه فاعلم أنه النبي الذي يلبس لباس المستقبل المحجوب عن هؤلاء الناس.
هؤلاء الذين يلبسون لباس الماضي واعلم أنه الغريب عن الدنيا وساكنيها، وهو يجهر في رأيه سواء لامه الناس أم وجدوا له العذر وهو الشديد وان أبدى اللين وهو البعيد سواء دنا منه الناس أم ابتعدوا.

2- يرى ميخائيل نعيمة أن قصيدة المواكب تقوم على صوتين.

أين يتمثل كل من هذين الصوتين في النص أعلاه، وما الفرق بينهما.
الصوت الأول هو صوت الشيخ الخارج من المدينة يصور حياة المجتمع الواقعية وما فيها من سيئات وما ينشأ منها من نفاق وخداع وما يتداوله على لسانه العلم.
وأما الصوت الثاني فهو صوت الفتى الخارج من الغاب يعزف على نايه بمدح ونشوة فهو يمثل حقيقة الحياة المجردة التي تهدي إلى نور المعرفة الحقيقية وإلى الجمال المطلق وإلى التجرد من النفاق والخداع والغدر والحسد.
أو بعبارة أخرى هو الهادي إلى سعادة الحياة حيث الحب والخير والجمال وهذا ما يدعو إليه جبران.

3- يرد ذكر الغاب في النص أكثر من مرة، ماذا يمثل الغاب في نظر الشاعر.

الغاب صورة للاماني البشرية حيث الحق والخير والجمال.
وعندما يعرف الشيخ ذلك عن الغاب تحن نفسه إلى الحياة الهادئة الجميلة وهي حياة الغاب، ولكنه يشعر بأن المدينة تقيده بسلاسل قوية من شهواته ونوازعه.

4- لماذا أسميت القصيدة بالمواكب؟

سمى جبران منظومته بالمواكب لأنها تصور مواكب أبناء الحياة في حياة واقعية شقية ومريرة، كما تصور مواكب نفوسهم التي تنزع إلى هدفها البعيد وهو الكمال الإنساني.