تطبيقات تربوية لنظرية بياجيه.. النمو العقلي يسير في تسلسل محدد من الممكن تسريعه أو تأخيره ولكن التجربة وحدها لا يمكن أن تغيره وحدها



مراحل نظرية بياجيه:

نظرية بياجيه هي نظرية نفسية تركز على النمو المعرفي للأطفال. تقسم النظرية النمو المعرفي إلى أربع مراحل رئيسية:
  • المرحلة الحسية الحركية (من الولادة إلى 2 عامًا).
  • مرحلة ما قبل العمليات (من 2 إلى 7 سنوات).
  • مرحلة العمليات المادية (من 7 إلى 11 عامًا).
  • مرحلة العمليات الرسمية (من 11 إلى 15 عامًا).
تؤكد نظرية بياجيه على أهمية الخبرة والتفاعل الاجتماعي في النمو المعرفي. يرى بياجيه أن الأطفال يتعلمون من خلال التفاعل مع البيئة المحيطة بهم، وبناءً على تجاربهم، يطورون فهمًا متزايدًا للعالم من حولهم.
توجد العديد من التطبيقات التربوية لنظرية بياجيه. يمكن أن تساعد المعلمين على فهم كيفية تعلم الأطفال في مختلف المراحل العمرية، وتطوير استراتيجيات تعليمية مناسبة لكل مرحلة.

التطبيقات التربوية لنظرية بياجيه:

من بعض التطبيقات التربوية لنظرية بياجيه:

- التركيز على الخبرة العملية:

يتعلم الأطفال بشكل أفضل من خلال التفاعل مع العالم من حولهم. يجب على المعلمين توفير فرص للطلاب للتجربة والاكتشاف.

- تشجيع التفاعل الاجتماعي:

يساعد التفاعل الاجتماعي الأطفال على تطوير فهمهم للعالم من حولهم. يجب على المعلمين تشجيع الطلاب على العمل معًا والتعاون.

- الأخذ في الاعتبار مستويات النضج المعرفي:

يتطور الأطفال في معدلات مختلفة. يجب على المعلمين أن يأخذوا في الاعتبار مستويات النضج المعرفي للطلاب عند تصميم الأنشطة التعليمية.

كيفية تطبيق نظرية بياجيه في الفصول الدراسية:

فيما يلي بعض الأمثلة المحددة لكيفية تطبيق نظرية بياجيه في الفصول الدراسية:

- في مرحلة ما قبل العمليات:

يمكن للطلاب تعلم مهارات جديدة من خلال اللعب. يمكن للمعلمين توفير ألعاب ومواد تعليمية مناسبة لمساعدة الطلاب على تطوير مهاراتهم في التفكير والحل.

في مرحلة العمليات المادية:

يمكن للطلاب تعلم المفاهيم العلمية من خلال التجارب العملية. يمكن للمعلمين تصميم تجارب علمية تسمح للطلاب باختبار المفاهيم والنظريات العلمية.

- في مرحلة العمليات الرسمية:

يمكن للطلاب تعلم المفاهيم المجردة من خلال التفكير النقدي. يمكن للمعلمين تشجيع الطلاب على طرح الأسئلة ومناقشة الأفكار.

نظرية بياجيه هي أداة قيمة للمعلمين الذين يرغبون في فهم كيفية تعلم الأطفال. يمكن أن تساعد المعلمين على تطوير استراتيجيات تعليمية مناسبة لكل مرحلة عمرية، وتعزيز النمو المعرفي للطلاب.

أهم التطبيقات التربوية لنظرية بياجيه:
من أهم التطبيقات التربوية لنظرية بياجيه ما يلي:

1- أن يتناسب المنهج الدراسي (المعرفي) مع المرحلة الدراسية له:

فلا يمكن أن ندرس الطلاب في المرحلة الابتدائية مناهج ومعارف هي فوق طاقاتهم العقلية حيث يستحيل عليهم تصورها أو فهمها بل يجب أن تكون هذه المناهج متناسبة مع هذه المرحلة.
كما أن الطفل في هذه المرحلة ( الطفولة) أن يعامل على هذه المرحلة من قبل الأبوين فيدركان سبب رفضه أو عصيانه بأنه عائد إلى أن المطلوب منه لم يستسيغه أو يدركه وأن الأمور التي تدور حوله يراها بعين ذاته وبقيمه البسيطة لا بعين الوالدين وتصوراتهم لقيم الأشياء.

2- أن يكون المعلم -الأب والأم- على علم بخصائص التفكير لكل مرحلة:

أن إعداد المعلم تربوياً يساعده على تقديم المادة العلمية الصحيحة وأن يتعرف على المراحل العمرية لطلابه وان يتعرف على القدرات العقلية والفروق الفردية وان يعطي كل فرد على قدر حاجته وقدرته وفي السنة النبوية قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (أمرت أن أخاطب الناس على قدر عقولهم) وعن علي بن أبي طالب انه قال في إحدى خطبه (حدثوا الناس بما يعقلون لا يكذب الله ورسوله) فمراعاة القدرات العقلية والمعرفية للمتلقي من أهم الأعمال التي يجب أن يلم بها المعلم.

3- الاختلاف في طرق التدريس حسب مراحل العمر:

ففي بعضها يلزم استخدام المحسوسات وتجنب المجردات وذلك في المرحلة الابتدائية نظراً لما يناسب عمر الطفل وما يتناسب مع عقله ومعرفته، وفي المرحلة الثانوية نستعمل المجردات ونناقش القضايا الغيبية ونسلك مع كل مرحلة ما يناسبها من المعرفة.

4- التعرف على طبيعة تفكير الطفل:

أن الوقوف على خصائص النمو المعرفي ومراحله يمكن المعلم من التعرف على طبيعة تفكير الطفل في مراحل نموه المختلفة بحيث يوجه انتباهه إلى الاستجابات المرتبطة بمرحلة نموه ويحدد على أهدافه في ضوء السلوك المتوقع أداؤه في هذه المرحلة.

5- مواد دراسية مناسبة:

تساعد مراحل النمو المعرفي وخصائصه ومصممي المناهج على وضع مواد دراسية تتفق مع طبيعة العمليات العقلية للأطفال المراحل التعليمية المختلفة.

6- توفر خصائص النمو المعرفي إمكانية وضع اختبارات تقيس مستوى النمو العقلي عند المتعلمين:

شهدت الحركة التربوية في السنوات الأخيرة اهتماما متزايدا بنظريات التعلم مثل: نظرية بياجيه نظراً لأهمية هذه النظريات وتطبيقاتها في العملية التعليمية.
قد أثرت نظرية بياجيه للنمو العقلي على التعليم، وفرضت تلك النظرية نفسها على طرق التدريس في مراحل التعليم المختلفة.
كما ناقش التربويون هذه النظرية من وجهات نظر متعددة وأسفر ذلك عن تعديل أساليب التدريس في مختلف المواد، وتنظيم المناهج بما يتمشى مع تفسيراته وتوضيحاته.
وقد أخذت بعض طرق التدريس خاصة الحديثة منها بنظرية بياجيه، مثل طريقة دائرة التعلم وهي طريقة فعالة لتدريس المفاهيم العلمية حيث تأخذ إطارها النظري من نظرية بياجيه.

طريقة دائرة التعلم:

طريقة دائرة التعلم إحدى طرق التدريس التي تستمد إطارها النظري من نظرية بياجيه في النمو العقلي، ويرجع الفضل في تعميمها إليه.
ويبني بياجيه نظريته في التعلم على أن النمو العقلي، وبالتالي نمو المفاهيم يتوقف على النضج والخبرة، وأن المواقف التعليمية التي يضعها المعلم يمكن أن تسرع من نمو المفاهيم من خلال ما تتضمنه تلك المواقف من أنشطة جديدة على خبرة المتعلم تؤدي إلى استثارته معرفياً وبدرجة تؤثر على اتزانه المعرفي ويتم ذلك من خلال عملية ذهنية تسمى بالتمثيل ومن خلال ما يقدمه المعلم من معلومات أو ما يصل إليه المتعلم بنفسه يمكنه استعادة حالة الاتزان وذلك من خلال عملية ذهنية أخرى تسمى بالمواءمة.

أسس طريقة دائرة التعلم:

وتقوم طريقة دائرة التعلم على افتراضيين أساسيين من افتراضات نظرية بياجيه في النمو المعرفي:
  • أن تضمين الموقف التعليمي خبرات حسية ييسر على كل من المعلم والمتعلم إنجاز أهداف التعلم.
  • الخبرات التي تتضمن تحديا لتفكير المتعلم بدرجة معقولة تعكس لديه اعتقادات عن العالم المحيط به وتعمل تلك الاعتقادات كدوافع تلازم المتعلم باستمرار.

مراحل طريقة دائرة التعلم:

ومراحل طريقة دائرة التعلم تعمل بصورة متكاملة فيما بينها، حيث تؤدي كل مرحلة وظيفة معينة، تمهيداً للمرحلة التي تليها.
فتؤدي مرحلة الكشف من خلال ما تتضمنه من أنشطة جديدة على خبرة المتعلم إلى استثارته معرفيا بدرجة تؤثر في اتزانه المعرفي.
ويطلق بياجيه على تلك المرحلة اسم: عدم الاتزان، وذلك يتم من خلال عملية ذهنية يتفاعل عن طريقها المتعلم مع أنشطة تلك المرحلة تسمى بالتمثيل.
ومن شأن تلك المرحلة أن تدفع المتعلم إلى البحث عن معلومات جديدة ربما يصل إليها بنفسه أو من خلال ما يقدمه له معلمه من معلومات خلال مرحلة تقديم المفهوم تعينه على استعادة حالة الاتزان وذلك من خلال عملية ذهنية أخرى تسمى بالمواءمة.
وتعد كل من عملتي التمثيل والمواءمة ركيزتي عملية التنظيم الذاتي.
وتكتمل دائرة التعلم بتنظيم المعلومات التي اكتسبها المتعلم ضمن ما لديه من تراكيب معرفية، وذلك من خلال عملية التنظيم التي يقوم بها المتعلم أثناء ممارسته لأنشطة تعليمية إضافية مماثلة لأنشطة مرحلة الكشف وذلك من خلال مرحلة تطبيق المفهوم.
وفي أثناء ممارسة المتعلم لأنشطة تلك المرحلة قد يواجه خبرات جديدة تستدعي قيامه مرة أخرى بعملية التمثيل وهكذا تبدأ حلقة جديدة من دائرة التعلم.

ومن التطبيقات التربوية لنظرية جان بياجيه في اللعب:

إن نظرية جان بياجيه في اللعب ترتبط ارتباطاً وثيقاً بتفسيره لنمو الذكاء. ويعتقد بياجيه أن وجود عمليتي التمثيل والمطابقة ضروريتان لنمو كل كائن عضوي.
وابسط مثل للتمثل هو الأكل فالطعام بعد ابتلاعه يصبح جزءاً من الكائن الحي بينما تعين المطابقة توافق الكائن الحي مع العالم الخارجي كتغيير خط السير مثلاً ويبدأ اللعب في المرحلة الحسية الحركية، إذ يرى (بياجيه) أن الطفل حديث الولادة لا يدرك العالم في حدود الأشياء الموجودة في الزمان والمكان.
فإذا بنينا حكمنا على اختلاف ردود الأفعال عند الطفل فإن الزجاجة الغائبة عن نظره هي زجاجة مفقودة إلى الأبد.
وحين يأخذ الطفل في الامتصاص لا يستجيب لتنبيه فمه وحسب بل يقوم بعملية المص وقت خلوه من الطعام.
وتضفي نظرية (بياجيه) على اللعب وظيفة بيولوجية واضحة بوصفه تكراراً نشطاً وتدريباً يتمثل المواقف والخبرات الجديدة تمثلاً عقلياً وتقدم الوصف الملائم لنمو المناشط المتتابعة.

ركائز نظرية (بياجيه):

لذلك نجد أن نظرية (بياجيه) في اللعب تقوم على ثلاثة افتراضات رئيسية هي:
  • إن النمو العقلي يسير في تسلسل محدد من الممكن تسريعه أو تأخيره ولكن التجربة وحدها لا يمكن أن تغيره وحدها.
  • إن هذا التسلسل لا يكون مستمراً بل يتألف من مراحل يجب أن تتم كل مرحلة منها قبل أن تبدأ المرحلة المعرفية التالية.
  • إن هذا التسلسل في النمو العقلي يمكن تفسيره اعتماداً على نوع العمليات المنطقية التي يشتمل عليها.


0 تعليقات:

إرسال تعليق