قلنا بأن الكفاية هي تركيب (تشكيلة) من قدرات ومهارات واتجاهات مهما تمكن الفرد منها وانتظمت في شخصيته ،إلا وأصبح في مقدوره توظيف ما يلائم منها للتكيف مع الوضعيات الجديدة ومواجهة مختلف المواقف والمشكلات و إيجاد الحلول المناسبة لها.
ومن هذا المنطلق تبرز للكفايات خصائص ومميزات لعل من أهمها:
1- الشمولية والاندماج:
الكفاية شاملة ومدمجة، إنها أشمل من الهدف الإجرائي في شكله السلوكي الميكانيكي.
إن الكفايات صياغات ذات طابع توليفي، تتألف من قدرات ومهارات مترابطة، فتتميز بالتالي وتمتاز عن الأهداف السلوكية-الإجرائية التي تنحوا نحو التجزيء و تفتيت السلوك الإنساني.
إن كل كفاية هي وليدة مجموعة من القدرات التي يقتضيها التكيف مع وضعية معينة أو مواجهة صعوبة أو مشكل طارئ أو التصرف إزاء موقف خاص.
على أن التمكن من هذه القدرات يتطلب بدوره امتلاك جملة من المهارات التي تعتبر اللبنات الأساسية لتشكيل القدرة.
وتتشكل هذه المهارات بدورها من مجموعة من الأداءات (الإنجازات) المحددة في الزمان والمكان.
2- التركيب:
الكفاية الواحدة يمكن أن تتألف من تشكيلة غير متجانسة من المعارف و المهارات و القدرات العقلية والخطاطات الحسية.. لكن ما يوحد كل هذه العناصر(المكونات) هو فائدتها ومنفعتها في حل المشاكل ومن هنا الطابع الوظيفي العملي للكفايات، إن ما يوحد بينها هو النشاط التقني والاجتماعي الذي سينتج عن توظيفها.
إن الكفاية غير منسجمة من حيث العناصر التي تتألف منها ولكنها منسجمة من حيث النتيجة المستهدفة.
فكفاية "الإيمان بوظيفة المشرف" على سبيل المثال، تتألف من عناصر كثيرة ومختلفة، من مثل القدرة على إدراك دور المشرف و فهم أبعاده التربوية والاجتماعية والثقافية.. وأهميته في تحقيق التنمية الشاملة، وإدراك (معرفة) تأثيره في تنمية المعلمين، واكتساب الاتجاهات (وجدان) الإيجابية نحو مهنة الإشراف، وقيامه بأفعال (مهارات سلوكية) و أنشطة عملية تثبت تحقق كل ذلك لديه.. وغيرها.
3- المرونة:
كما أن ما يميز الكفايات وخاصة الكفايات الممتدة (المستعرضة) هي مرونتها بحيث يكون باستطاعة الفرد تحويل مجال الاستفادة منها، أي تطبيقها في سياقات جديدة ومختلفة عن السياقات التي اكتسبها فيها.
فالفرد قد يكتسب "القدرة على شرح بعض المسائل الحسابية مثل الجمع والطرح" في دروس الحساب، لكنه عندما يستطيع نقل هذه القدرة من الإطار الضيق الذي اكتسبها فيه إلى إطار آخر أوسع، كأن يجعل التلاميذ قادرين على تطبيق العمليات في السوق ومحاسبة البائعين، أو توظيفها في القيام ببعض التحليلات اللغوية أو إعداد بعض البيانات الجغرافية على سبيل المثال، ففي هذه الحالة تكون القدرة قد ترسخت لديه ككفاية ممتدة ،أي خارج السياق الذي ارتبطت به في أول نشأتها وترسخها في فكره ووجدانه.
4- التكيف:
الكفايات تعني إقدار المتعلم أو المتدرب على أداء أنشطة و مهام و توظيف مكتسباته من خلال وضعيات ولحل مشاكل، أي إقداره في نهاية المطاف على التكيف و الملاءمة و الفاعلية.
إن الكفاية تعبير عن القدرة على إنجاز مهمة معينة بشكل مرض.إن الكفايات تنظيمات لمكتسبات الفرد السابقة ، يتحكم فيها الفرد ليوظفها بفاعلية في وضعيات معينة و ذلك بانتقاء المعارف والمهارات والأداءات التي تتناسب مع الموقف الذي يوجد فيه.
إن التكيف الذي تسعى إليه الكفاية، هو تكيف يتأسس على مجموعة من المعارف والمهارات التي ترتبط فيما بينها بشكل مندمج لتحقيق الجودة و الإتقان الضروريان في كل إنجاز يهدف حل مشكلة.
وهي كذلك ترتبط بالقدرة على التصرف السليم والملائم إزاء المحيط الاجتماعي.
5- الطبيعة اللولبية - النمائية:
كما تتميز الكفاية بطابعها اللولبي، فهي تشكيلة (مزيج ، كوكطيل) من العناصر، منها ما هو مكتسب الآن ومنها ما تم اكتسابه في حصص ومواقف وتجارب ماضية، عناصر تتجمع شيئا فشيئا وبشكل تدريجي (تصاعدي من الأدنى إلى الأعلى و بشكل لولبي تراكمي) لتمكن صاحبها من التحكم في بعض الوضعيات و المواقف و المستجدات.
لكن وعلى الرغم من أن الكفاية يمكن أن تشكل محطات نهائية لسلك دراسي أو لمرحلة تعليمية أو لدورة تدريبية كأن نقول مثلا، سيكتسب المشرف المتدرب بعد انتهاء دورة تدريبية :" القدرة على توظيف الحاسوب في تنظيم خططه الإشرافية أو البحثية".. فإن الكفاية لا تتوقف عن الاغتناء، ذلك أن هذه القدرة على توظيف الحاسوب لغاية محددة، على سبيل المثال، هي وإن شكلت هدفا نهائيا من أهداف دورة تدريبية، فإنها لن تتوقف عن النمو لدى الفرد سواء خلال تكوينه أو خلال حياته المهنية.
ومن هنا الطابع التراكمي الذي تشكله الكفايات مما يفسر اغتناء خبرات الفرد وتجاربه ونموه المهني بمرور الزمن و بالعمل المتواصل، الأمر الذي يمنح التكوين المستمر والتعلم الذاتي معناهما العميق ويعطي للتنمية المهنية بعدها الحقيقي.
التسميات
إشراف بالأهداف والكفايات