ظاهرة الضبخان.. اتحاد الضباب مع الدخان بسبب زيادة نويات التكاثف في الهواء مما يزيد من حدوث الغيوم والضباب خاصة في المدن الكبرى والصناعية

ظاهرة الضبخان (Smog):
هي من الظواهر المرتبطة بتلوث الغلاف الجوي، وهو اتحاد الضباب مع الدخان.

وتحدث هذه الظاهرة بسبب زيادة نويات التكاثف في الهواء، مما يزيد من حدوث الغيوم والضباب خاصة في المدن الكبرى والصناعية، وهو ما يمكن تسميته بضبخان المدن Urban Smog، حيث تنطلق المكونات العضوية المتطايرة (VOCS) من مصادر مختلفة كالمصانع ووسائل النقل وغيرها، خاصة من جراء احتراق الوقود وانطلاق أكاسيد النتروجين التي تتفاعل مع الأكسجين الموجود في الهواء وتكون ثاني أكسيد النتروجين (NO + O NO2).

ومن المعروف أن الظروف الجوية تساعد في حدوث الضبخان وتكرار حدوثه، خاصة في حالة حدوث ركود جوي أو انقلاب حراري، مما يسبب تجمع الملوثات أسفل طبقة الانقلاب الحراري، وعدم حدوث تحرك أو تبادل هوائي فيحدث الضبخان.

وتكون الآثار والعواقب الناجمة عنه مختلفة، بحسب مكوناته، والملوثات الموجودة فيه، والتفاعلات التي تحدثها.

فالضبخان الناجم عن أكسيد النتروجين مهيج للجهاز التنفسي للإنسان، ويمتص الطاقة الشمسية على هيئة ضوء الشمس، ويتفاعل مع مكونات الهواء، ويؤدي إلى تفاعلات قد تتسبب في زيادة غاز الأوزون بالقرب من سطح الأرض، وهذا يؤدي إلى تدمير الأنسجة البشرية، وحدوث أضرار تنفسية، وحدوث آلام صدرية وغيرها.

أما الضبخان الناجم عن وجود مواد كيميائية فيسبب آلاماً في الرأس، وغثياناً، وتهيج العيون والأنف، والملوثات الناجمة عن حرق الوقود في محركات السيارات تسبب الشعور بالدوخة، والتعب والارتخاء، والصداع، والخناق الصدري الخ.

وآثار الضبخان لا تقتصر على الإنسان ولكنها تتعداها إلى الكائنات الحية الأخرى، وإلى المحاصيل الزراعية، وما ينتج عن ذلك من آثار سلبية على البيئة والحياة بشكل عام.

ويوجد نوعان من الضبخان هما، الضبخان الصيفي، الذي يحدث في فصل الصيف مثل ضبخان لوس انجلوس، والضبخان الشتوي، الذي يحدث في فصل الشتاء، مثل ضبخان لندن.

وحوادث الضبخان كثيرة في العالم، ولكن بعض المناطق أو المدن اشتهرت أكثر من غيرها بحدوث الضبخان، وفي الجدول (6) نوضح أهم هذه الحوادث وأزمان حدوثها وأماكنها والآثار الناجمة عنها.

إن حالة الضبخان تحدث ويتكرر حدوثها في الكثير من مدن العالم الأخرى كطهران وأثينا وسان فرانسيسكو وسيدني ومكسيكو سيتي ومدن أخرى، ولكن أشعة الشمس عند سطوعها تبعثر هذه السحابة الدخانية، ما لم تكن شدة السحابة والظروف المناخية غير مناسبة.

وعلى سبيل المثال فإن السحابة الدخانية التي تعرضت لها مدينة القاهرة عام 1999 وتكررت عام 2000 م، وسببها الملوثات والدخان والأتربة المثارة، وحرق المخلفات الزراعية ولاسيما قش الأرز، أو مخلفات زراعة القصب وسط الحقول القريبة من القاهرة، وحرق القمامة، حيث يتولد في منطقة القاهرة الكبرى يوميا 12500 طن من القمامة، وفيها نحو 1300000مركبة تشكل نحو 46 % من إجمالي المركبات في مصر كلها.

وطبعا كل هذه العوامل والأسباب أسهمت في حدوث الضبخان، ومن الضروري العمل على التخفيف من وطأة التلوث لكي لا تتكرر هذه الظاهرة، وتحدث نتائج لا يحمد عقباها لا سمح الله.
تسلسل
المكان
الزمان
الآثار والعواقب الناتجة عن الحادثة
1
بلجيكا
1930
وفاة 63 شخصاً
2
دونورا   في أمريكا
1948
وفاة 17 شخصاً، وإصابة الكثيرين بأمراض مختلفة وغثيان واحتقان والتهاب في العيون وضيق تنفس الخ..
3
بوزاريكا في المكسيك
1950
إصابات تنفسية وأعراض مصاحبة للضبخان أدت إلى وفاة 22 شخصاً.
4
لندن في انكلترا
1952
تناقص مدى الرؤية، ارتفاع الرطوبة النسبية إلى 100 %، انخفاض درجات الحرارة إلى – 15 مْ، سكون جوي تام وهذا أدى إلى وفاة 4000 شخص مباشرة و8000 خلال شهرين، وإصابة نحو مائة ألف شخص بأمراض تنفسية
5
اليونان
1956
انتشار ضباب أسود، تلوث الآثار التاريخية القديمة في منطقة الأكروبول والبارتنيون.
6
طوكيو
1966
زيادة الإصابة بالنزلات الشعبية، وضيق تنفس واختناقات.
7
نيويورك
1966
إصابة 10 % من سكان المدينة إصابات مختلفة كالرشح والسعال وضيق التنفس وغيره.
8
الروهر في ألمانيا
1967
أضرار بالسكان والمباني وتلوث جوي كبير
9
القاهرة
1999+
2000
حدوث إصابات تنفسية وأضرار صحية مختلفة وأضرار بالسكان والمباني، وتلوث جوي كبير
الجدول: أهم حوادث الضبخان في العالم والآثار الناجمة عنها.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال