عقيدة التقمص عند الدروز.. الإنسان بعد موته لا تذهـب إلى الحياة البرزخية الثابتة ولكنها تتقمص مولودا جديدا. تقلب الروح بين الأجساد البشرية لكي تتطهر من آثام ارتكبتها



يؤمـن الدروز بعقيدة التقمص، بمعنى أن الإنسان إذا انتهت حياته، وصعدت روحـه فإنهـا لا تذهـب إلى الحياة البرزخية الثابتة في العقيدة الإسلاميـة، ولكنها تتقمص مولوداً جديداً، فروح الرجل تتقمص طفلاً جديداً، وروح المرأة تتقمص طفلـة وليدة.

فالجسـد أو الجسـم البشري - حسب اعتقادهـم - ثوب أو قميص للنفس أو الروح تتقمصه عند الولادة، وتنتقل منه بالموت مروراً إلـى جسـد مولود دون تمييـز عنصـري أو مكاني، وتظل بعد كـل موت تخلع بـه الثـوب البالي لتلبس ثوبـاً جديداً إلى نهايـة الأجيـال.

ولكن الدرزي إذا مات تنتقل روحـه فـي أول مولود منهم لا مـن غيرهـم لأنهم - حسب زعمهم - جميعاً مـن أهـل الجنـة، ولكـن المسيء منهم تتطهر روحه بتنقلهـا فـي أجسـام الفقـراء أو المرضى، فإذا طهـرت لبسـت أجسـام السعداء مـن الرؤسـاء والأغنيـاء.

إذاً فالتقمص عند الدروز هو تقلب الروح بين الأجساد البشرية لكي تتطهر من آثام ارتكبتها، وهـذا ناتـج عـن اعتقادهم بأن النفس لا تموت بل يموت قميصها وهو الجسم البشري فتنتقل الروح منه إلى جسـم بشري آخر يولد حديثاً.

وهذا التقمص في اعتقاد الدروز  يشمل الأنبياء أيضاً حيث إن نفوسهم تنتقل من دور إلى دور  بجميع صفاتها، فحمزة بن علي – كما يزعمون – من دور الحاكـم، هـو نفسـه سلمـان الفارسي مـن دور النبـي محمد (ص)، ولهذا فالحلول عندهم – حلول الذات الإلهية في الإنسان – نـوع مـن أنواع التقمص الذي يؤمنون بـه.

ونظراً لاعتقاد الدروز بالتقمص، زعموا أن عدد الأرواح ثابت لا يزيد ولا ينقص، وأن أرواح الموحدين – الدروز – تنتقل إلى أرواح موحدين، وأرواح المشركيـن – غيـر الدروز – تنتقل إلى مشركين، ولذلك اعتبروا أن عددهم لا يزيـد ولا ينقص لأن التقمص يكون بين أرواحهم.

يقول عبد الله النجار: "فالأرواح أو النفوس خُلقت بعد " العقـل الكلـي " مـن نوره الروحاني محدودة معدودة عند الله،  لا تزيد ولا تنقص على مدى الأجيـال، والأجساد لا تقوم من القبـور بعـد موتهـا وتعود كمـا كانت قبـل موتهـا، كما تبشـر بعض العقائـد الأخرى، فإن الأرواح تنتقل إلـى أجسـاد جديدة بالولادة، أرواح الموحدين إلى موحديـن، وأرواح المشركيـن إلـى مشركين، مـارة فـي أدوار التطهير والتكامل أو الفساد والشر والعذاب".

إن قـول الدروز بـأن عـدد الأرواح والبشـر ثابـت لا يزيـد ولا ينقص ظاهـر البطـلان لأن التضخـم السكانـي فـي  الوقـت الحاضـر، حيث الزيـادة بالملايين بالمقارنـة مـع الأزمنـة الماضيـة.

وكذلك قولهم هذا يستلـزم أن يكـون عـدد الوفيـات مثـل عـدد المواليـد، وهـذا أيضـاً يخالـف الواقع حيث يموت في يوم واحد آلاف سواء بالفيضانات أو الحروب بحيث لا يبقـى إلا القليل، ولا يوجـد مـا يقابـل هـذه الوفيـات. وبالتالي يكون عدد الوفيـات أكثـر مـن عدد المواليد، والعكس يقع أيضاً وهذا يبطل قول الدروز بثبوت عدد البشر.