أوجه التشابه بين علم الجغرافيا وعلم البيئة.. تركيز علم الجغرافية على علاقة الإنسان بالبيئة بوصفه كائنا حيا عاقلا وأهم عناصر البيئة



أوجه التشابه بين علم الجغرافيا وعلم البيئة:

إن أوجه التشابه والتلاقي بين علم الجغرافيا وعلم البيئة كثيرة جداً، وهي أكثر من أوجه الافتراق والاختلاف.

فإذا كان علم البيئة هو العلم الذي يدرس العلاقة المتبادلة بين الكائنات، وبينها وبين المكان الذي توجد فيه، فإن علم الجغرافية يركز على دراسة العلاقة بين الإنسان والوسط المحيط، باعتبار الإنسان أحد الكائنات الحية، وهو أهم عنصر من عناصر البيئة و به ومن أجله تتم مختلف الدراسات والأبحاث.

علم الجغرافيا:

وتعريفات الجغرافيا التي تؤكد هذا التوجه كثيرة جداً، فالجغرافية هي العلم الذي يدرس الأرض بوصفها وطناً للإنسان، مع الاهتمام بإبراز أثر التفاعل المتبادل بين البيئة والإنسان.

ويرى الكثير من الباحثين أن علم الجغرافيا من حيث موضوعه ينقسم إلى قسمين، البيئة والإنسان، كما أن العلاقة بين الإنسان والبيئة، والتأثير المتبادل بينهما تعد محور الدراسات الجغرافية.

دراسة التفاعل والتبادل بين الإنسان وبيئته:

أي أن علمي الجغرافيا والبيئة يلتقيان في أنهما يهتمان بدراسة التفاعل والتبادل بين الإنسان وبيئته، وعلاقة كل منهما بالآخر، وهذا ما يراه الجغرافي  ترولز، الذي يرى أن الجغرافية تتعامل مع عناصر البيئة الطبيعية الجامدة كالمناخ، والماء، والتربة، ومع العناصر الحية في الطبيعية كالنباتات، والحيوانات، والإنسان أيضا.

ويمكن التأكيد بتوافر الكثير من المعطيات والدلائل التي تشير إلى أن معظم الجغرافيين متفقون أن المفهوم الحديث للجغرافيا يركز على تفاعل الإنسان مع بيئته، وأن الكثير من علماء الجغرافية أكدوا قبل ظهور علم البيئة بأن هدف الجغرافية هو فهم العلاقات المتبادلة بين الإنسان والوسط الذي يعيش فيه.

ومفهوم الوسط هو مفهوم مركزي في الجغرافيا، وعدم الانسجام في العلاقات المتبادلة بين الإنسان والوسط المحيط تعد من أهم الضائقات الجدية البعيدة المدى التي تهدد البشرية.

دراسة الكائنات الحية وعلاقاتها بالبيئة:

 ويظهر مما سبق أن أهداف علم الجغرافية وعلم البيئة متشابهة إلى حدٍ كبير، مع تركيز علم الجغرافية على علاقة الإنسان بالبيئة بوصفه كائناً حياً عاقلاً وأهم عنصر من عناصر البيئة، بينما يهتم علم البيئة بدراسة مختلف الكائنات الحية وعلاقاتها بالبيئة.

 وهذا الأمر لا يقلل من أهمية الجغرافية بل على العكس يقوي من هذه الأهمية ويزيد من مسؤولية الجغرافية، لأنها تهتم بالإنسان وهو صاحب عقل وإيديولوجيا، والتعامل معه يحتاج إلى جدية ودراية وحكمة أكثر مما يحتاجه الأمر مع بقية الكائنات الحية.