الثقافة عند ماثيو أرنولد.. الكيان المعرفى والنمط السلوكي الذى يجب السعى من أجل تحقيقه عن طريق اكتساب أفضل المعارف والعلوم واعتناق أرقى الأفكار والمعتقدات



الثقافة عند ماثيو أرنولد:

تنبه كثير من المفكرين إلى الآثار على ثقافة الإنسان ومن أبرزهم ماثيو أرنولد (M. Arnold (1822-1888 الذى شعر بأن تجزئة المجتمعات إلى طبقات متصارعة نتيجة تلك الآثار والأنظمة هو الطريق المؤدى إلى انهيار تلك المجتمعات.

السعي من أجل تحقيق الكمال الكلي:

ومن ثم اعتبر أرنولد الثقافة "هي العلاج الأكبر والحل الأنجح لجميع مشاكل حياتنا الحاضرة وصعوباتها لأن الثقافة هى السعي من أجل تحقيق الكمال الكلي عن طريق اكتساب المعرفة فى جميع الأمور التى تتعلق بنا، والسعي من أجل الوصول إلى أفضل ما يقال وأفضل ما يعتقد فى هذا العالم، ومن خلال هذه المعرفة والبحث عن عاداتنا المختزنة وتقاليدنا الموروثة، وأفكارنا المعتنقة.

اكتساب أفضل المعارف والعلوم:

وتصبح الثقافة عند "أرنولد" الكيان المعرفى والنمط السلوكى الذى يجب السعى من أجل تحقيقه عن طريق اكتساب أفضل المعارف والعلوم، واعتناق أرقى الأفكار والمعتقدات ثم التحلى - تبعاً لذلك - بأفضل السلوكيات، وأقوم الممارسات، والعمل من أجل أن يسود ذلك الأفضل والأقوم فى الكون كله وهنا تصير وظيفة الثقافة عند "أرنولد" تحقيق أسمى درجة من الرقى لحياة جميلة ومستنيرة.
وفى كتابه "الثقافة والفوضى" يحمل "أرنولد" كلا من الثقافة والنقد عبء الآخر من أجل تحقيق أمرين يراهما مهمين هما: البحث والسعي Study and pursuit أى البحث عن الأفضل والسعى إلى تحقيقه ونشره.

التبديل والتفضيل بين عناصر الثقافة:

وليست الثقافة عند "أرنولد" مجرد تطوير أو سعى لتطوير الثقافة الأدبية ولكنها تطوير للجوانب "الإنسانية" Humanity التى تميز الإنسان عن غيره من الكائنات، والثقافة كذلك ليست نشاطاً يختص به البعض دون الآخرين، ولا هى مهمة فريق فى المجتمع دون فريق آخر، بل إن الثقافة - أو ينبغى أن تكون - عامة، تعلو - بشكل أساسى - على كل معيارية لتصبح الناقد النهائي لكل المؤسسات والأعراف والتقاليد، ولتكون كذلك القيم على جميع العمليات التى تتولى التبديل والتفضيل بين عناصر الثقافة.


ليست هناك تعليقات